غرفة الأثر الشريف في طرابلس من دون ″الشعرة المباركة″.. لماذا يحتفظ بها المفتي الشعار؟… غسان ريفي

إستبشر أبناء طرابلس خيرا بالهبة التركية التي تمثلت بإعادة ترميم وتأهيل غرفة الأثر الشريف الملحقة بالجامع المنصوري الكبير لكي تعود وتحتضن الشعرة النبوية المباركة لعرضها أمام المؤمنين لزيارتها والتبرك بها، بعدما شملت عمليات الترميم إنشاء واجهة زجاجية مصفحة مخصصة لـ”الشعرة” وبعض الآثار الاسلامية من مصاحف مملوكية وعثمانية.

في يوم الجمعة الأول من رمضان تم تدشين غرفة الأثر الشريف بحضور السفير التركي هاكان تشاكل، ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الذي أحضر الشعرة النبوية التي يحتفظ بها منذ سنوات بالرغم من معارضة أكثرية علماء طرابلس لذلك، وتم عرضها في الواجهة الزجاجية الجديدة لتكون أمام جمع المؤمنين الذين شاركوا في حفل التدشين على وقع الابتهالات والمدائح النبوية، لكن كثيرا من الطرابلسيين فوجئوا في اليوم التالي بأن الشعرة النبوية رُفعت من مكانها وعادت الى خزانة المفتي في منزله أو في دار الفتوى، بحجة أن المفتي الشعار يخشى عليها من السرقة وأنه تشاور مع بعض المشايخ وإستقر الرأي على أن تبقى في خزانته.

هذا التصرف غير المبرر أثار حفيظة العديد من أبناء طرابلس الذين يطالبون منذ سنوات باعادة الشعرة النبوية المباركة الى مكانها التاريخي والطبيعي في غرفة الأثر الشريف، مؤكدين أن هذه الغرفة تحتضن الشعرة منذ 130 عاما، وهي بقيت في مكانها ضمن خزنة مخصصة لها، خلال سنوات الحرب والفوضى ولم يصبها أي مكروه حيث كانت التقاليد والعادات تقضي باخراجها أمام المؤمنين عند صلاتي الفجر والظهر من آخر يوم جمعة لمشاهدتها والتبرّك بها.

تشير المعلومات الى أن عملية ترميم وتأهيل غرفة الاثر الشريف من قبل مؤسسة تيكا التركية ساهمت في تأمين كل وسائل الأمن والأمان في الغرفة لجهة وضع واجهة زجاجية مصفحة ضد الكسر أو الرصاص، وكاميرات مراقبة ضمن الغرفة وفي كل أنحاء الجامع، وجهاز إنذار يمكن أن يُسمع صداه في كل أرجاء المدينة القديمة في حال حاول أي شخص مد يده الى أي من المعروضات ضمن الواجهة الزجاجية التي تتمتع أيضا بنظام إنارة ونسبة رطوبة خاصة بالآثار للحفاظ عليها، كما أبدت مراجع أمنية إستعدادها لوضع نقطة دائمة للدرك في الجامع أو الاستعانة بشركة أمن خاصة لحراسة غرفة الأثر الشريف وبشكل مجاني.

وكل ذلك كان بهدف عرض الشعرة النبوية في الواجهة الزجاجية بشكل دائم وتحويل غرفة الأثر الشريف الى متحف إسلامي صغير ملحق بالجامع المنصوري الكبير يضم الشعرة والمصاحف الأثرية (منذ 700 عاما و300 عام) وكسوة الكعبة المشرفة، واللوحات والمخطوطات التراثية، لتشكيل عامل جذب إسلامي من شأنه أن يساهم في تحريك عجلة السياحة الدينية والثقافية في طرابلس.

واللافت أنه تم إبلاغ المفتي الشعار بكل هذه التفاصيل، لكنه ما يزال يرفض الافراج عن الشعرة النبوية ويصرّ على الاحتفاظ بها، ما يثير عدة تساؤلات حول موقفه.  

يرفض كثير من أبناء طرابلس قيام المفتي الشعار بوضع يده على الشعرة النبوية منذ أن تسلم سدة الافتاء في المدينة، خصوصا أن هذا الأثر الشريف هو لكل أبناء طرابلس، ويشكل بركة نبوية لمدينة العلم والعلماء منذ 130 عاما عندما قرر السلطان العثماني عبد الحميد إهداء شعرة من لحية النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى طرابلس عام 1889 لمناسبة إفتتاح المسجد التفاحي الذي سميّ بعد ذلك بالحميدي تيمنا باسم السلطان عبد الحميد، ومنذ ذلك التاريخ يحتفل المسلمون باخراجها في كل عام للتبرك بها، ويحفظونها ضمن غرفة الأثر الشريف في الجامع المنصوري الكبير والتي تستخدم أيضا لتحفيظ القرآن الكريم.

يقول متابعون: إن المكان الطبيعي للشعرة النبوية هو غرفة الأثر الشريف، ولم يعد للمفتي مالك الشعار من سبب أو حجة للاحتفاظ بها، خصوصا أن شعرة مباركة من لحية الرسول الكريم مكانها أكبر جامع في المدينة وغرفة لائقة أعدت خصيصا لها، ولم يعد جائزا أن يضع المفتي الشعار يده عليها وأن يحتفظ بها في خزانته سواء في منزله أو في مكتبه في دار الفتوى أو أن يحملها معه الى بعض المعارض الاسلامية، وبالتالي عليه أن يبادر قبل يوم الجمعة الأخير من رمضان الى إعادة الشعرة النبوية الى غرفة الأثر الشريف وبشكل نهائي.


مواضيع ذات صلة:

  1. خلدون الشريف يجمع مكونات طرابلس السياسية في إفطاره.. والرئيس ميقاتي يعطي جرعة تفاؤل… غسان ريفي

  2. الحصرم الذي زرعه ″المستقبل″ على أبواب السراي عام 2012.. يأكله الحريري اليوم… غسان ريفي

  3. ميقاتي يناقش لائحة مشاريع طرابلس مع نوابها.. ويستكمل بحثها مع كرامي… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal