ما هي نقاط ضعف التيار البرتقالي.. إزاء التشبث بالتفوق العددي؟… مرسال الترس

من المنتظر بعد الانتهاء من همروجة الموازنة التي يشك معظم المراقبين أن تعكس تطلعات المواطنين الذين يتكلون على دخلهم المحدود، أن يبدأ رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هجومه الصاعق على حركة التوظيفات في الدولة اللبنانية وتحديداً لملء الاماكن الشاغرة في المؤسسات والادارات العامة، من منطلق أنه المتفوق عددياً على الساحة المسيحية. ولذلك يلاحظ المراقبون أن التيار قد فتح النار على كل المكونات المسيحية الأخرى، لجهة العلاقات شبه المتوترة مع كل الاحزاب والتيارات.

فهل ما يقتنع به التيار البرتقالي يعكس واقعاً ملموساً، أم انه أضغاث أحلام ستتبدد عند طلوع الفجر..

باسيل صمّ آذان اللبنانيين بعد اتفاق معراب بترداد مقولة أن تياره وحزب القوات اللبنانية يمثلان ثلاثة وتسعين بالمئة من المسيحيين و”الباقي فراطة”، ولكنه لم يعلن للبنانيين كم صارت تلك النسبة بعدما نكث بمضمون ذلك الاتفاق (وفق مفهوم القوات)!..

وباسيل يضع إبهاميه تحت إبطيه ليردد بأن كتلة ″لبنان القوي″ تضم 29 نائباً وهي أكبر الكتل في مجلس النواب الذي أنتُخب العام الماضي، ولكنه يتجاهل كم هو عدد النواب الذين يمثلون التيار نفسه في تلك المجموعة. الاّ اذا كان يعتبر ان النواب الذين وصلوا بفضل عائلاتهم وحضورهم المناطقي قد باتوا يحملون بطاقات التيار، في حين ان العديد من مواقفهم اليومية تُثبت عكس ذلك!.

وباسيل يهدد بان تياره في الانتخابات النيابية المقبلة سيقتنص مواقع جديدة في مناطق لم يتمثل فيها بعد، والمنطق يقول بان عليه أن ينتظر النتائج لا أن يستند الى التوقعات، خصوصاً وان العقود التي ابرمها في الانتخابات الماضية، والتي شملت أكثر من فريق بعيد كل البعد عن سياسة تياره، لم تكن تخطر على بال أحد.

هل يضمن باسيل ان الطوائف المسيحية الاخرى كالارثوذكس والكاثوليك والارمن…  سيقبلون في المستقبل ما اضطروا للقبول به في الماضي القريب حيث ظهرت مواقف لمرجعيات عدة تعترض على إبتلاع التيار البرتقالي والقوات لحقوقهم المشروعة في التمثيل نيابيا وحكومياً وادارياً؟.

هل يضع باسيل رجليه في المياه الباردة بان المعارضة الداخلية المتعددة الوجوه التي أدارت ظهرها للتيار الوطني الحر طواعية أو تم طردها بموجب قرارات محددة ستقف مكتوفة الايدي، من دون أن يسعى منافسوه في القوى المسيحية الأخرى من استغلال فرصتها الى ابعد الحدود في الانتخابات النيابية المقبلة؟

في الواقع قد ينجح التيار الوطني الحر في تمرير ما يطلبه ويتمناه اليوم إزاء التعيينات مستغلاً نفوذ الرئيس العماد ميشال عون وعهده. ولكن السؤال المطروح هو: كيف سيكون عليه الوضع بعد انتهاء الولاية العونية؟. فالسير بالتأكيد الى جانب التيار في بداية العهد لن يبقى بالزخم نفسه عند قرب النهاية، والانتخابات المقبلة لن تبعد عن موعد الانتخابات الرئاسية سوى بضعة أشهر في العام 2022 وباب بورصة التحالفات سيكون مفتوحاً على جميع الاحتمالات لاسيما اذا تحققت نبوءة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يطرح قانوناً نسبياً على مستوى كل لبنان..


مواضيع ذات صلة:

  1. باسيل والقاسم المشترك بين فرنجيه وجعجع!… مرسال الترس

  2.  عندما يختلف جعجع وباسيل على القسمة… مرسال الترس

  3.  ستفشلون.. لأنكم الخصم والحكم… مرسال الترس


      

Post Author: SafirAlChamal