ضمان طرابلس الى أزمة جديدة و″جميل بكري″ كاد يضرم النار بنفسه… روعة الرفاعي

12 مياوماً من أبناء طرابلس، يعملون منذ حوالي الثلاث سنوات كمياومين ضمن مركز الضمان، لكن استبداد السلطة لم تسمح لهم بالحصول على رواتبهم بشكل منتظم كونها لم تثبتهم ولم توافق حتى الساعة على بقائهم، لكن منذ حوالي السنتين تم صرف جزء يسير من رواتبهم ليبقون منذ ذلك الوقت وحتى اليوم بلا راتب وبلا ضمان ولا يبدو بأن قضيتهم تسير نحو الحلحلة.

من هذا المنطلق قرر 12 مياوماً تنفيذ اعتصام مفتوح أمام مركز الضمان في ميناء طرابلس ونصبوا لأجل ذلك ″الخيم″ تنديداً بسياسة ″التجويع″ التي تنتهجها الدولة بحقهم بالرغم من أنهم شباب متعلم ومن حملة الشهادات، والأهم من ذلك كله أنهم ومنذ تسلمهم لمهامهم في مركز الضمان فان الكثير من أزمات المضمونين قد ″حلت″ لجهة تخليص معاملاتهم بل والاسراع في أخذ الفواتير المالية والتي كانت تنتظر قبل مجيئهم لما يقارب السنتين واليوم باتت لا تتجاوز الثلاثة أشهر، وبدلاً من أن تقوم الدولة بمكافأتهم، تمعن في ظلمهم حينما ترفض تثبيتهم تحت حجج واهية تحت عنوان ″التوازن الطائفي″، كون المياومين الـ 12 هم من أبناء الطائفة السنية، الأمر الذي لم يرض أصحاب القرار في الوزارات المعنية وغيرها ممن يلجأون كلما سنحت لهم الفرص بتوظيف الشباب ضمن المؤسسات الرسمية كما هو حاصل في شركة كهرباء قاديشا ومصفاة طرابلس، لكن لأسباب مجهولة لم ينتبهوا هذه المرة الى مكتب ضمان طرابلس فخرجت ″اللعبة″ من بين أيديهم مما دفعهم الى عدم الموافقة عليها ضاربين بعرض الحائط ليس مصلحة 12 شاب وصبية انما أكثر من 50 ألف مضمون من كل أقضية الشمال يستفيدون من مركز ضمان طرابلس.

جميل… ينجو من كارثة

″جميل بكري″ واحداً من المياومين الذين انتظروا لسنوات بغية احقاق الحق الا انه لم يفلح بانتزاعه بالرغم من الاعتصامات المتكررة التي شارك فيها، ولأن ″طلب المال″ من الأهل بات أمراً في غاية الصعوبة خاصة بعدما ظن خاطئاً بأن فرصة العمل قد تأمنت له، لكن وبعد اعتصامات ومراجعات للمعنيين ولقناعته التامة بأن الأمر يزداد تعقيداً عمد خلال الاعتصام الى صب مادة البنزين على جسده بغية احراق نفسه لأنه وكما قال ″لم يترك وسيلة الا واتبعها، استدان المال من الأهل والأصدقاء، فهل سيلجأ للسرقة؟، طبعاً لا  كون أخلاقه لا تسمح له، فكيف يمكن أن يسمع صوته للسياسيين؟، ربما ″هي طريقة وحيدة اضرام النار بجسدي ربما يكون في هذا العمل انتصاراً لزملائي″، وبالفعل أخرج جميل زجاجة صغيرة مملوءة بالبنزين من جيبه وأفرغها على نفسها لكن العناية الالهية وتدخل الزملاء حال دون وقوع كارثة جديدة في بلد يعاني كل أنواع الأزمات التي تتهدد واقع الشباب ومستقبلهم″.

أما المياوم أحمد الحج فقال: ″اضطررت الأسبوع الماضي لادخال زوجتي الى المستشفى لكن على الطوارئ طلبوا مني مبلغ 200 ألف ليرة وبالطبع لا أملك المبلغ مما دفعني للاتصال بطبيبها والذي وافق على علاجها ضمن عيادته وهكذا قضينا النهار لحين انتهاء المصل داخل العيادة، وهنا أطرح السؤال التالي: هل بات مقبولاً أن نعمل على ازالة هموم المواطن، في حين أن قضايانا باتت هماً؟، وهل يجوز ان نعمل ضمن مركز الضمان ونلاحق المؤسسة التي لا تضمن موظفيها لنبقى نحن بلا ضمان؟!″.

داخل مركز الضمان

في الشارع اعتصام وخيم وتنديد بالظلم اللاحق بالمياومين وداخل أروقة مركز الضمان عجقة مواطنين وازدحام خانق عند كل الشبابيك، الناس بالطوابير، الصرخة تعلو من قبل المضمونين وما تبقى من الموظفين الذين لا يمكن لهم سد العجز الحاصل، فكيف بالامكان التصرف؟، وما هي الحالة التي سيؤول اليها الوضع فيما لو استمر الاعتصام المفتوح؟.

المضمون الرافض لكل هذا الذل الذي يتعرض له كما أسماه، يؤكد وقوفه الى جانب المياومين، كون ما يطالبون به حق مكتسب ولا يحق للدولة معاملتهم بهذه الطريقة، ويشيرون الى انهم سيقفون الى جانبهم فيما لو لم تتم الاستجابة لمطاليبهم.

من جهته يقول أمين صندوق الاتحاد العمالي في الشمال النقيب شادي السيد لـ ″سفير الشمال″:″أناشد كل السياسيين الذين أدخلوا هؤلاء الـ 12 مياوماً الى الضمان، وأسألهم لماذا لا تقفون الى جانبهم؟، سيكون لنا تصعيد كبير والجميع عليه تحمل مسؤولياته، سنفتح ملفات مهمة من رأس الهرم حتى أصغره، ونقول للجميع من يستفيد من الضمان كل الفئات الشعبية ومن كل الطوائف، واذا كان الاعتراض على التوازن الطائفي فلماذا لا تقومون بتعيين موظفين من كل الطوائف؟، خاصة وان المركز يحتاج للعديد منهم، اليوم هناك مشكلة كبيرة داخل المركز بسبب الازدحام الحاصل″.

ويضيف: ″لماذا معاقبة طرابلس؟، والأمثلة كثيرة حيث انه قبل الانتخابات النيابية تم توظيف الكثيرين داخل شركة كهرباء قاديشا وتم تثبيتهم كذلك الأمر في مصفاة طرابلس، فلماذ هذه المعاملة كأبناء ست وجارية في نفس المدينة؟″.

ورداً على سؤال يقول:″ اذا استمرت القضية بنفس الطريقة فان الثورة ستبدأ من أمام مركز الضمان، وليتحمل كل مسؤول مسؤولياته، لن نسكت ولن نهدأ حتى تثبيت المياومين وقبض كافة مستحقاتهم″.

dmm


مواضيع ذات صلة:

  1. إعتداء ولي أمر طالب على مدير وناظر.. يؤدي الى موجة إستنكار تربوية عارمة… روعة الرفاعي

  2. ويك ـ إند أبي سمراء بلا كهرباء والمسؤول غير معني بشرح التفاصيل… روعة الرفاعي

  3. البطالة ترخي بثقلها على جبل محسن بعد إقفال مئة مصنع للملبوسات… روعة الرفاعي


Post Author: SafirAlChamal