هل تصل العلاقة بين عون والحريري الى طريق مسدود؟… غسان ريفي

تُستأنف الحياة السياسية اليوم بعد عطلة الاعياد ويُستأنف معها البحث في إنجاز الموازنة العامة، وذلك على تداعيات تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بكركي حيث دعا ″من ليست لديه خبرة في إنهاء الموازنة بسرعة الى أن يتفضل ويطلع الى بعبدا ونحنا مننهيلو إياها″، وهي يبدو واضحا أنها كانت موجهة الى الرئيس سعد الحريري الذي رد عليها أمس بعد عودته من إجازته العائلية بالقول: ″إن كل فريق يحاول أن ينسب الإنجازات له وأنا لا يهمني ذلك بل يهمني النتيجة والخميس نكون جاهزين إن شاء الله″.

لا يستبعد كثير من المتابعين أن تصل العلاقة بين الرئيس الحريري وبين الرئيس عون والوزير جبران باسيل الى الطريق المسدود، خصوصا أن التراكمات باتت كثيرة وهي ناتجة عن خلافات وتباينات واضحة في كثير من الملفات تجعل كل من الطرفين يغمز من قناة الآخر وصولا الى الانتقاد لكن من دون تسميات أقله حتى الآن.

كثيرة هي المحطات التي شهدت تباينات بين الحريري وبين عون باسيل، حيث لم يتوان رئيس الحكومة بعد الجلسة التشريعية الأخيرة عن الغمز من قناة باسيل عندما أكد أن “أكثرية الأزمات التي نمر بها اليوم هي نتيجة تصريحات غير مسؤولة”، فضلا عن وصفه من طرابلس المطالبة بانشاء مناطق إقتصادية خاصة في مناطق لبنانية أخرى بـ”قمة الغباء”، إضافة الى إمتناع الحريري عن حضور الاجتماع المالي الذي كان ينوي الرئيس عون عقده في بعبدا، بداعي سفره في إجازة عائلية، وعقده إجتماعا ماليا في بيت الوسط بحضور وزير المال علي حسن خليل والوزير باسيل والذي تؤكد المعلومات أن الرئيس عون لم يكن راضيا عن نتائجه، ما دفعه الى إطلاق تصريحاته في عيد الفصح من بكركي كرد على تعاطي الحريري معه، علما أن كثيرين إعتبروا أن دعوة رئيس الجمهورية الى الاجتماع المالي في قصر بعبدا هو مخالف للدستور، لأن الموازنة يعدها وزير المال باشراف رئيس الحكومة ثم ترسل الى مجلس الوزراء لدراستها والموافقة عليها، ومن ثم ترحل الى المجلس النيابي لمناقشتها تمهيدا لاقرارها والبدء بتطبيقها.

يقول مطلعون: إن الحريري بات على قناعة بأن عون وباسيل يريدان موازنة لا يكون لها أية تداعيات سلبية على شعبيتهما أو بالأحرى على شعبية باسيل وبالتالي عدم التأثير على الاستراتيجية السياسية التي يضعها ويسير عليها منذ إنطلاق التسوية الرئاسية، ما يعني أن على الحريري أن يأخذ كل الانعكاسات السلبية لهذه الموازنة بصدره وأن يواجه الاعتراضات وتحركات الشارع بمفرده، وهذا ما يرفضه الحريري، لأن سياسة التقشف المعتمدة في الموازنة من المفترض أن تكون عادلة ومنصفة وأن تطال الجميع لا أن يعتمد فيها سياسة إبن الست وإبن الجارية أو الصيف والشتاء على سطح واحد.

ويضيف هؤلاء: إن الموازنة لا يمكن اليوم أن تفصل على قياس أحد، ومن غير الجائز أن يطال التقشف وتقليص التقديمات ووقف الهدر شريحة دون غيرها، ومن هنا فإما أن يرضى عون وباسيل والحريري والرئيس نبيه بري وحزب الله والقوات اللبنانية وغيرهم من التيارات السياسية الأخرى بأن يعامل الجميع في هذه الموازنة كأسنان المشط، أو فلينتظر اللبنانيون الافلاس والانهيار الاقتصادي الذي لن يوفر أحدا.

تؤكد مصادر سياسية مطلعة أن العلاقة بين الرئيسين عون والحريري تشهد توترا غير مسبوق على خلفية إنجاز الموازنة، ونتيجة السلوك السياسي المتبع من الوزير باسيل الذي لا يراعي فيه مصلحة وشعبية وحضور رئيس الحكومة، الأمر الذي بدأ يدفع الى التساؤل في بعض الدوائر الضيقة عن مستقبل هذه العلاقة وإمكانية إستمرارها في ظل الأجواء المشحونة القائمة.   


مواضيع ذات صلة:

  1. كيف تعاطى الحريري مع قانون إنشاء منطقة إقتصادية في البترون وصور في مجلس النواب؟… غسان ريفي

  2. الحريري في طرابلس دعما لمرشحته.. و″زبدة″ الزيارة السياسية في دارة ميقاتي… غسان ريفي

  3. كلمة ميقاتي للحريري سيترجمها ″العزميون″ في صناديق الاقتراع… غسان ريفي


Post Author: SafirAlChamal