كيف تعاطى الحريري مع قانون إنشاء منطقة إقتصادية في البترون وصور في مجلس النواب؟… غسان ريفي

في الجلسة النيابية العامة التي أقرت إنشاء المنطقة الاقتصادية في طرابلس، وخلال النقاشات التي جرت آنذاك، طالب بعض النواب بإنشاء مناطق إقتصادية في مناطقهم أسوة بطرابلس، لكن الرئيس نبيه بري ضرب بمطرقته على الطاولة، وقال: ″منطقة إقتصادية واحدة في لبنان وفي طرابلس تحديدا″، وعلى هذا الأساس تم إقرارها.

بالأمس كانت الأنظار كلها متجهة الى الجلسة العامة في مجلس النواب، والى بند قانون المنطقتين الاقتصاديتين في البترون وفي صور، وفي كيفية تعاطي الرئيس سعد الحريري معهما، خصوصا أنه لم يمض سوى أيام قليلة على تعهده في طرابلس بأنه لن يكون هناك أي منطقة إقتصادية في أي منطقة في لبنان إلا في طرابلس، واصفا الحديث عن ضرورة إقامة مناطق في مدن أو أقضية لبنانية أخرى بـ″الغباء″.

وعلمت ″سفير الشمال″ أن الرئيس نجيب ميقاتي وقبل سفره الى الولايات المتحدة الأميركية، حرص على لفت نظر من يعنيهم الأمر الى بند المنطقتين الاقتصاديتين، وضرورة عدم إقرارهما، كما كلف النائب نقولا نحاس بمتابعة الأمر وصولا الى إنعقاد الجلسة العامة.

تشير المعطيات الى أن إقرار إنشاء المنطقة الاقتصادية في طرابلس جاء بفعل موقعها الجغرافي، ولكونها من أفقر المدن على البحر المتوسط، وفيها نسب كبيرة من البطالة والأزمات الاجتماعية، وأن المنطقة الاقتصادية تساعد على توفير فرص العمل وعلى إيجاد حركة إقتصادية في المدينة يمكن أن تترجم في أكثر من إتجاه، علما أن العمل في هذه المنطقة سيكون إستثنائيا، أي أنه سيصار الى سحب سيادة القانون عنها وإعطائه الى مجلس الادارة، وهذا إستثناء لا يمكن أن يعمم أو أن يتفرع، لأنه يحرم الدولة من المداخيل المالية المستحقة لها.

لذلك، لم يكن الأمر سهلا خلال الجلسة العامة بالنسبة للرئيس سعد الحريري الذي دخل إليها وعينه على بند قانون المنطقتين الاقتصاديتين، حفاظا لماء وجهه أمام الرئيس ميقاتي بالدرجة الأولى وأمام أبناء طرابلس الذين وعدهم بأن لا يكون هناك منطقة إقتصادية إلا في مدينتهم وعلى هذا الأساس طلب ثقتهم لمرشحته في الانتخابات النيابية الفرعية ديما جمالي.

تشير المعلومات الى أنه مع الوصول الى بند قانون إقرار منطقتين إقتنصاديتين في البترون وصور، طلب الرئيس سعد الحريري سحبه وتأجيله لمدة شهر ونصف الشهر، حتى يعاد دراسته في مجلس الوزراء وتبيان الجدوى الاقتصادية وكيفية إيجاد التمويل اللازم له، وقد وجد طلب الرئيس الحريري تجاوبا من قبل الرئيس نبيه بري الذي سارع الى التأجيل، لكن ذلك لم يمر مرور الكرام وإنما وجد سلسلة إعتراضات من قبل بعض النواب وفي مقدمتهم وزير الخارجية جبران باسيل الذي إستغرب كيف يمكن لرئيس الحكومة أن يسحب مسودة مشروع مدرج على جدول أعمال مجلس النواب، لكن الرئيس بري عاد وتدخل متمنيا على الجميع التجاوب مع توجهات الرئيس الحريري في هذا الموضوع.

بالأمس تمكن الرئيس الحريري من الوفاء بالوعد الذي قطعه لأهل طرابلس مؤقتا، لكن قانون المنطقتين الاقتصاديتين ما زال قائما وجاثما على صدور الطرابلسيين، وأن التأجيل لمدة شهر ونصف الشهر سيضع الحريري بعد هذه الفترة أمام مواجهة من العيار الثقيل تجاه إقرار القانون، فهل يصمد الحريري ويكون التأجيل مقدمة للالغاء، أو أن الوفاء بالوعد ستكون مدته 45 يوما فقط.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل وصلت رسالة طرابلس الى تيار المستقبل؟… غسان ريفي

  2. إنتخابات طرابلس.. دعم الحلفاء يُخرج ″المستقبل″ من ″الانعاش″ السياسي… غسان ريفي

  3. قراءة في إنتخابات مهندسي الشمال.. نجم ″المستقبل والقوات″ الى الأفول… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal