خطر يتهدد لبنان.. هل تنجح الدولة في احتوائه؟… عمر ابراهيم

كثرت التحليلات السياسية مع بداية التحركات المطلبية في لبنان قبل عدة اشهر حول الجهات التي تدعمها، وعما إذا كانت هناك خلفيات من وراء تحريك الشارع في ظل أزمة تشكيل الحكومة حينها، وان كان الجميع يقف على احقية مطالب المحتجين وعلى ضرورة ايجاد حلول ناجعة للازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الكبيرة التي يرزح تحت وطأتها شعب لبنان.

تباينت تلك التحليلات بحسب الانتماءات السياسية لمطلقيها، بين من شكك بوجع الشارع، وبين من اعلن دعمه للمحتجين، انطلاقا من واقع معيشي صعب لا يستطيع عاقل اخفاءه، وهو مستمر مع تعاظم المخاطر من ان يصل البلد الى مرحلة الانهيار الاقتصادي، لكن عوامل عديدة ساهمت حينها في لجم تلك التحركات من دون ان تنجح في تحقيق اي من مطالبها.

لكن شبح التحركات عاد مجددا ليطل برأسه، فهل يكون بداية لأزمة مفتوحة في الشارع أم أن هناك من سيعمل على ضبط الايقاع، وتأجيل انفجار الشارع الذي يخشاه الجميع، لكن من دون القيام بأية خطوات لمنعه او التخفيف من أضراره؟ .

اسئلة تجيب عليها مصادر مطلعة بالقول: ″لقد بدأت الحركة الاعتراضية على تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية تنمو بشكل مضطرد على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تشكيل الحكومة، وهي مستمرة بشكل تصاعدي وربما تتحول الى حالة اعتراضية كبيرة في الشارع في حال وجدت قيادة لها″.

وتضيف المصادر: ″حتى اللحظة يبدو ان المعنيين في الدولة مطمئنين الى ان حالات الاعتراض لن تتحول الى ثورة في وجههم، انطلاقا من ان جميع الأطياف السياسية مشاركة في الحكومة ولا مصلحة لاحد بتسجيل نقاط في الميدان″.

وتتابع: ″ربما يكون المسؤولين في الدولة يُفرطون في تفاؤلهم تجاه تأثير تلك الحالات الاعتراضية وإمكانية احتوائها في الوقت المناسب، ومرد ذلك الى عجزهم الفعلي عن ايجاد اي حل وبالتالي قد يكون رهانهم على قدرة كل فريق في الحكومة على ضبط شارعه في غير محله، خصوصا أن الازمة الاقتصادية والمعيشية في تفاقم وحالات الفقر الى ازدياد، وربما صورة بعض الناخبين التي نقلتها وسائل إعلام من طرابلس في الانتخابات الفرعية وهم يعترفون بانهم اقترعوا لقاء مبلغ عشرين الف ليرة او قارورة غاز، خير مؤشر على ان  الوضع وصل الى مرحلة الانفجار وان الامور قد تخرج عن السيطرة في اي لحظة″.

وتختم هذه المصادر: ″هناك خوف حقيقي من انهيار اقتصادي في البلد ومن تفلت امني تجسده تنامي ظواهر السرقات فضلا عن ظواهر اخرى، وفي حال بقيت الامور على هذا الحال وفتح الشارع امام ولادة حركة اعتراضية فان لجمها هذه المرة لن يكون سهلا.″


مواضيع ذات صلة:

  1. أزمة النفايات تنفجر بيئيا وأمنيا في الضنية.. ما هي حلول اتحاد بلديات المنية؟… عمر ابراهيم

  2. القلمون: ما علاقة ماء الزهر بالسياسة؟… عمر ابراهيم

  3. عميد متقاعد يهدد بقطع أيدي المسؤولين.. من هو؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal