أزمة فندق ″كواليتي إن″ تتفاعل: هكذا أُقفل.. وهكذا تم كسر الأقفال… غسان ريفي

في العام 2000 وبالتزامن مع إستضافة لبنان لكأس آسيا بكرة القدم، كان الشرط الأساسي للاتحاد الآسيوي لكي يقيم مباريات المجموعة الرابعة في طرابلس أن يكون فيها ملعبا أولمبيا وفندقا يستطيع إستضافة أربعة منتخبات، فكان الملعب الأولمبي الحالي الذي تحول الى ثكنة عسكرية وبدأ يتداعى بسبب الاهمال وغياب الصيانة، وكان الفندق الذي ليس أفضل حالا من الملعب، وذلك بسبب غياب التطوير والاشكالات الكبيرة بين إدارة معرض رشيد كرامي الدولي الذي يقع الفندق في نطاقه وبين شركة الانماء والخدمات للفنادق والمعارض المشغلة له والتي تتمنع منذ العام 2014 بحسب إدارة المعرض عن ″دفع المستحقات المتوجبة عليها لادارة المعرض فضلا عن إنتهاء عقد التشغيل″.

شكاوى كثيرة وصلت الى إدارة المعرض عن حال الفندق، وعن تراجع خدماته، فحاولت مرات عدة إنهاء الخلاف مع الشركة المشغلة باسترداد الفندق، بهدف إعادة إنجاز دفتر شروط بمواصفات عالمية وإجراء مزايدة للشركات الراغبة باستثماره بما يليق بالمدينة ومكانتها وأهلها، وبما يساهم في تفعيل الحركة السياحية فيها، لكن الادارة أخفقت في ذلك، نتيجة تدخلات سياسية ما أبقى الوضع على ما هو عليه.

منذ سنوات وإدارة المعرض ترسل الشكاوى الواحدة تلو الأخرى الى وزارة الاقتصاد وهي وزارة الوصاية على المعرض ومن ضمنه الفندق تطلب فيه إيجاد حل لهذه الأزمة، خصوصا في ظل حرمانها من إيرادات الفندق عبر تمنع الشركة المشغلة عن تسديد المتوجبات المالية عليها، ما دفع إدارة المعرض في أكثر من مناسبة الى رفع الصوت مطالبة بوضع حد لما يحصل في الفندق الذي كان يزداد تراجعا.

قبل فترة تنفست إدارة المعرض الصعداء بصدور قرار عن وزارة الاقتصاد يقضي باخلاء الفندق ووقف أعمال الشركة التي تشغله بشكل نهائي، وقد تم إبلاغ إدارة الفندق بالقرار،  (وبحسب الادارة) استمهلت الشركة الى حين ترتيب أوضاعها، ثم إعتمدت المماطلة والتسويف ولم تنفذ قرار وزارة الاقتصاد التي أرسلت كتابا الى وزارة الداخلية وطلبت منها إرسال مؤازرة أمنية حسب الأصول لتكون مع إدارة المعرض في تنفيذ قرار إخلاء الفندق.

وبالفعل فقد طلبت وزارة الداخلية من محافظ الشمال رمزي نهرا تنفيذ القرار، فأوعز الى دورية من قوى الأمن الداخلي لمؤازرة إدارة المعرض التي قررت إخلاء الفندق وإقفاله بعد ظهر أمس، حيث جرت مفاوضات بينها وبين الشركة المشغلة لم تثمر عن أية نتيجة، وإنتهى الأمر الى إخلاء الفندق وإقفال أبوابه بأقفال خاصة بحضور مديره العام أنطوان أبو رضا والوكيل القانوني المحامي طلال الفاضل، وأعلن بعدها رئيس مجلس الادارة أكرم عويضة تحرير فندق كواليتي إن من الاهمال″ شاكرا كل من ساهم في تنفيذ هذا القرار، مؤكدا أن الادارة ستسارع الى وضع دفتر شروط جديد بمواصفات عالمية لعرضه أمام الشركات الراغبة بتشغيل الفندق لفتح صفحة جديدة من شأنها أن تشكل عامل جذب للزائرين والسواح.

لم يمض ساعات على إقفال الفندق، حتى إنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع رئيس الشركة المشغلة للفندق مع الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط، ليتبين أن رئيس الشركة زاره شاكيا له قرار وزارة الاقتصاد وتنفيذه من قبل إدارة المعرض.

في غضون ذلك بدأت تتسرب معلومات عن أن الفندق سيفتح أبوابه مجددا إعتبارا من الغد (اليوم) مع تأكيد من الشركة المشغلة بأن ما قامت به إدارة المعرض غير قانوني، وأن النزاع القضائي بينهما لم ينته، وأن ما حصل يخالف قرار قضائي إستئنافي قضى بوقف تنفيذ الحكم البدائي بالإخلاء، في وقت كان فيه رئيس مجلس إدارة المعرض يجري سلسلة إتصالات لتثبيت قرار الاقفال، لكن المفاجأة (بحسب موظفي المعرض) كانت ليلا بإنسحاب القوى الأمنية من أمام الفندق، وحضور رئيس الشركة المشغلة مع مجموعة من الشبان الى الفندق حيث عمدوا الى كسر الاقفال والدخول إليه عنوة والاعلان عن إستئناف العمل به كالمعتاد.

الدخول الى الفندق بهذا الشكل والاستقواء على إدارة معرض طرابلس، أثار حفيظة عويضة الذي أصدر بيانا أنتقد فيه بشدة “إقتحام الفندق ودخوله عنوة، خصوصا أنه مؤسسة عامة، وأن ما حصل يعتبر إحتلالا وأمر يعاقب عليه القانون، خصوصا أنه ضرب قرار وزارتي الاقتصاد والداخلية عرض الحائط”، واضعا هذا التصرف برسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزيري الداخلية والاقتصاد والنيابة العامة المالية، والقوى الامنية وضمير كل طرابلسي حر يريد المصلحة العامة ومكافحة الفساد، مطالبا بفتح تحقيق جدي ومعاقبة كل المسؤولين عن هذه الأفعال وتوقيفهم ومجازاتهم اصولا.   

ويعقد عويضة اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهرا مؤتمرا صحافيا للاضاءة على ما جرى، وعلى كل المخالفات التي إرتكبتها الشركة المشغلة، ولرفع الصوت لحماية هذا الفندق ولتثبيت خطوة إدارة المعرض بتنفيذ قرار إخلائه.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تقطف طرابلس ثمار التفاهمات السياسية مع الحريري؟… غسان ريفي

  2. إنتخابات طرابلس.. كذبة أول نيسان؟… غسان ريفي

  3. لائحة ″الكرامة الوطنية″ تواجه ″المستقبل″.. بمقاطعة الانتخابات… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal