لائحة ″الكرامة الوطنية″ تواجه ″المستقبل″.. بمقاطعة الانتخابات… غسان ريفي

إتخذت الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس لملء المقعد السني الخامس، منحى جديدا مغايرا تماما لما كان يشتهي ″تيار المستقبل″ الذي كان يفتش عن معركة سياسية يستطيع من خلالها إستخدام بعضا من أسلحته التقليدية لدفع الناخبين الى صناديق الاقتراع والتصويت لمرشحته ديما جمالي، حيث جاء عزوف عضو لائحة ″الكرامة الوطنية″ طه ناجي عن الترشح ليسحب ″البساط السياسي″ من تحت أقدام ″التيار الأزرق″ وليجبره على التفتيش عن شعارات إنتخابية جديدة لن يكون من السهل إيجادها وإقناع أبناء الفيحاء بها.

بعد إقفال باب الترشيح منتصف ليل أمس، وعدم ترشح طه ناجي أو أي شخصية مقربة من قوى 8 آذار، وإقتصار الترشيحات على شخصيات مدنية معارضة لنهج تيار المستقبل ولتقصيره في حق طرابلس على كل صعيد، لن يكون بمقدور أمينه العام أحمد الحريري أن يتحدث مرة أخرى عن كسر حزب الله في هذه الانتخابات، كما لن تستطيع المرشحة جمالي أن تتحدث عن رفع الوصاية السورية عن المدينة، خصوصا أن ليس بين المرشحين من ينتمي الى هذا الخط، بل هم جميعهم أقرب الى قوى 14 آذار وكان معظمهم من الناشطين في الهيئات الشبابية التي أعطت الزخم والدعم لثورة الأرز.

هذا الواقع من شأنه أن يقلب المعركة الانتخابية شكلا ومضمونا رأسا على عقب، لا سيما في ظل دعوة لائحة الكرامة الوطنية على لسان رئيسها النائب فيصل كرامي الى المقاطعة الشاملة للانتخابات، ما سيجعل تيار المستقبل أمام تحد من العيار الثقيل لجهة رفع نسبة الاقتراع بالدرجة الأولى وهو أمر بات صعبا جدا في ظل إنعدام رغبة الطرابلسيين بالمشاركة في هذا الاستحقاق، وعدم وجود شعار سياسي أو حتى مال إنتخابي.

يضاف الى ذلك، هاجس المستقبل من أن يكون عدد أصوات بعض المرشحين الجديين متقاربة مع عدد أصوات مرشحته جمالي، وهو أمر يُعتبر خسارة مدوية في السياسة، فكما أن تيار المستقبل لا يحتمل إخفاقا في إنتخابات طرابلس، فإنه أيضا لا يحتمل الفوز بنتيجة هزيلة لأن ذلك من شأنه أن يؤكد على تراجع شعبيته وعدم قدرته على إلزام الناخبين بتوجهاته كما كان يفعل سابقا، في حين أن سائر المرشحين يخوضون المعركة من دون أية ضغوطات مماثلة كونهم في بداية مسيرتهم السياسية والانتخابية وبالتالي فإن أي نتيجة يحققونها ستكون بمثابة تجربة يُبنى عليها في الاستحقاقات المقبلة، باستثناء النائب السابق مصباح الأحدب الذي يمارس قناعته بعدم تفويت أي فرصة إنتخابية بلدية كانت أم نيابية من دون أن يخوضها بهدف التأكيد على حضوره المعارض في المدينة.

يمكن القول إن الانتخابات الفرعية في 14 نيسان المقبل باتت من دون عنوان سياسي عريض، وربما هي المرة الأولى التي يواجه فيها تيار المستقبل إستحقاقا من هذا النوع، لجهة خوضه المعركة ضد أكثرية شبابية في مقتبل العمر السياسي لكنها تمتلك أصواتا عاليا في معارضته، وبالرغم من أن كل المؤشرات تدل على إرتفاع حظوظ المرشحة ديما جمالي، إلا أن ثمة هواجس وقلق يسيطران على تيار المستقبل، ما يؤكد خوفه من مفاجآت قد لا تكون في الحسبان..  


مواضيع ذات صلة:

  1. ما هي السيناريوهات المطروحة لانتخابات طرابلس الفرعية؟… غسان ريفي

  2. هكذا يصارح الرئيس نجيب ميقاتي كوادر العزم… غسان ريفي

  3. المستقبل يلاقي العزم في طرابلس.. تكريس الثنائية السياسية… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal