إنتخابات طرابلس.. كذبة أول نيسان؟… غسان ريفي

حبذا لو جرى تحديد موعد الانتخابات الفرعية في طرابلس لملء المقعد السني الخامس في الأول من نيسان، وذلك تماشيا مع ″الكذبة التقليدية″ التي تطلق في هذا اليوم من كل عام، خصوصا أن هذا الاستحقاق هو بالأساس ″ضحك على الذقون″، من قرار المجلس الدستوري الى الترشيحات وصولا الى يوم الاقتراع..

القرار الذي أبطل نيابة ديما جمالي كذّبَهُ ″تيار المستقبل″ وإعتبره طعنة في الظهر وخيانه موصوفة، كما كذّبتهُ لائحة الكرامة الوطنية التي إعتبرت أنه ظالم بحق مرشحها طه ناجي الذي كان يجب إعلان فوزه بدلا من جمالي..

بعد لحظات من قرار المجلس الدستوري، لم يلتزم الرئيس سعد الحريري بمشاورة قيادات المستقبل والحلفاء كما سبق ووعد، وأعلن ترشيح ديما جمالي مجددا..

صفق المستقبليون لهذا القرار مجاملة لزعيمهم، بالرغم من عدم إقتناعهم به، أو بالأحرى رفضهم له وصولا الى تأكيد البعض من الدوائر الزرقاء في المجالس الضيقة بعدم الالتزام به.

إنسحب اللواء أشرف ريفي من المعركة الانتخابية بعدما أبلغ ماكينته بأنه ماض في خوض التحدي، وذلك بـمصالحة الضرورة مع الحريري، من دون أن يقتنع هو بالتصويت لجمالي أو أن يتمكن من إقناع جمهوره بالاقتراع لها.

سارعت ديما جمالي الى إطلاق الوعود، من تأمين خمسة آلاف وظيفة، الى إعادة طرابلس عروس المدائن، عارضة إنجازاتها خلال تسعة أشهر من النيابة، وجاء المدد من صيدا بملازمة أحمد الحريري المدينة وجمالي، محاولا إقناع الطرابلسيين بأن الانتخابات الفرعية هي معركة كونية، نريد أن نهزم فيها النظام السوري وأن نكسر حزب الله، وأن نعيد الاستقلال إليها، وذلك بمواجهة شباب في مقتبل العمر السياسي كان معظمهم حتى الأمس القريب وقودا لثورة الأرز.

في المقلب الآخر دعوة الى مقاطعة الانتخابات، تحت شعار الاحتجاج على قرار المجلس الدستوري، في حين أن القاصي والداني من هذا الفريق يعلم أن المعركة غير متكافئة، وأن خوضها يمنح المستقبل جرعة سياسية يحتاجها، وأن ثمة قرار كبير بتمرير الاستحقاق بأقل الخسائر الممكنة.

أما بين بعض المرشحين الشباب، فمجاملات وإبتسامات وزيارات متبادلة وتمنيات بالتوفيق، في حين يسعى كل منهم الى الضغط بطريقة أو بأخرى على منافسيه للانسحاب لتخلو له الساحة الانتخابية عله بذلك يستفرد بالخصومة ضد مرشحة السلطة، فينال حظا بالمنافسة الحقيقية، فضلا عن ترشيحات أخرى هدفها فقط، إثبات وجود، وبيع مندوبين وتحقيق مكاسب..

كل ذلك يؤكد أن ما تنتظره طرابلس هو إنتخابات “أول نيسان”، خصوصا أن كل يحصل هو عبارة عن تجمّل يعتمده كثيرون، فيضمرون غير ما يعلنون، لتبقى الحقيقة ثابتة في مكان واحد، هو شارع الفقراء الذين ملوا السياسة وسئموا الوعود، وأكدوا أن هذا الاستحقاق لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد.


مواضيع ذات صلة:

  1. لائحة ″الكرامة الوطنية″ تواجه ″المستقبل″.. بمقاطعة الانتخابات… غسان ريفي

  2.  ما هي السيناريوهات المطروحة لانتخابات طرابلس الفرعية؟… غسان ريفي

  3.  هكذا يصارح الرئيس نجيب ميقاتي كوادر العزم… غسان ريفي


      

Post Author: SafirAlChamal