قلق المستقبل من فرعية طرابلس لا يبدّده إندفاعة أمينه العام… عبد الكافي الصمد

من يتابع جولات وزيارات الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في طرابلس، في إطار الحملة الإنتخابية لمرشحة التيار الأزرق ديما جمالي، في الإنتخابات النيابية الفرعية المرتقبة، يظنّ للوهلة الأولى أن الحريري هو المرشح وليس جمالي.

فالرجل الذي يُشرف ميدانياً ومباشرة على حملة جمالي، يكاد لا يترك مناسبة فرح أو عزاء أو مأدبة غداء أو فطور إلا ويكون حاضراً فيها، متحدثاً بإسهاب عن واقع الإنتخابات وعن أمور أخرى، بينما بالكاد تتحدث جمالي وهي المرشّحة الرسمية والفعلية ببضع عبارات عمومية وهامشية، تجعل من الصعوبة بمكان إقتناع النّاخبين في طرابلس بالتصويت لها، تاركة المهمة للحريري الذي يبذل قصارى جهده في هذا المجال.

ومع أن الإنتخابات يفترض أنها أصبحت أسهل عملياً لتيار المستقبل، بعد عزوف رئيس فرع جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) طه ناجي عن الترشح، وإعلانه والنائب فيصل كرامي وأعضاء لائحة الكرامة الوطنية عن مقاطعتهم الإنتخابات الفرعية، ما يعني أن جمالي لن تواجه خصماً قوياً، فإن الحريري لم يخفف إندفاعته وحركته المكوكية، ولا تراجع منسوب الإستنفار في الماكينة الإنتخابية للتيار الأزرق، تحسباً لمفاجآت ليست في الحسبان.

فالحريري وجمالي وأركان وكوادر ومناصري تيار المستقبل في طرابلس يخشون من تكرار مفاجأة الإنتخابات البلدية التي جرت في المدينة 2016، عندما فازت لائحة الوزير السابق أشرف ريفي على تحالف سياسي واسع، خصوصا أن الجمهور الذي صوّت للائحة ريفي تعبيراً عن إستيائه من حال المدينة، لم يلحقه في مصالحته مع الرئيس سعد الحريري، لا بل إن الإستياء إزداد والنقمة على تردّي أوضاع عاصمة الشمال لم تتراجع، وأيضاً تحميل تيار المستقبل المسؤولية المباشرة عن كل ما حلّ بالمدينة من تراجع وتدهور على كل الصعد.

ولعل أبرز ما يثير خشية وقلق تيار المستقبل أكثر من سواه هو تراجع نسبة التصويت في الإنتخابات الفرعية المرتقبة في 14 نيسان الجاري، ما سيجعل الأصوات التي ستنالها جمالي هزيلة، وتعكس تراجع نفوذ التيار الأزرق في المدينة وعدم مونته على زحف الجماهير مجدّداً إلى صناديق الإقتراع، وهو أمر قد يستغله بقية المرشحين السبعة الآخرين، لتضييق الفارق بينهم وبين جمالي، وتسجيل أحدهم مفاجأة تطيح بكل الجهود والآمال التي بذلها تيار المستقبل منذ إبطال المجلس الدستوري نيابة جمالي، ودعوته إلى إجراء إنتخابات نيابية فرعية لملء المقعد السنّي الخامس في طرابلس.

وما يزيد قلق تيار المستقبل أكثر هو أن المرشحين السبعة الآخرين يعتبرون من الفريق السياسي الحليف أو الذي كان يؤيد أو يدور تحت أو قرب الخيمة الزرقاء، أي أنهم سيأكلون من صحن إنتخابي واحد، برغم أن الحسابات على الورق وفي الظاهر ترجّح كفّة جمالي على منافسيها، لكن عدم إرتياح قواعد تيار المستقبل الشعبية لتبنيها، وعدم إقتناع كوادر التيار الأزرق بخيار الحريري والتململ الذي يسود أوساطهم، سيجعل الأيام المقبلة حتى موعد الإستحقاق النيابي الفرعي ضاغطة على الحريري وجمالي وفريق حملتهم الإنتخابية بأكمله.


مواضيع ذات صلة:

  1. فرعية طرابلس: غموضٌ وإرباكٌ يسبقان إستحقاق 14 نيسان… عبد الكافي الصمد

  2. فرعية طرابلس: ″المستقبل″ يواجه المرشّح الشبح… عبد الكافي الصمد

  3. فرعية طرابلس: لا تزكية والمستقبل يواجه تحدّيات حقيقية… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal