فرعية طرابلس: لا تزكية والمستقبل يواجه تحدّيات حقيقية… عبد الكافي الصمد

قطع ترشح يحيى مولود للإنتخابات الفرعية في طرابلس، التي ستجري في 14 نيسان المقبل، الطريق أمام حصول تزكية تمهّد الطريق لعودة المرشحة ديما جمالي للمجلس النيابي مجدّداً، كما كان يأمل تيار المستقبل التي تنتمي جمالي إليه، بعدما أبطل المجلس الدستوري نيابتها إثر الطعن الذي تقدم به المرشح طه ناجي، مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) في الشمال.

غير أن ترشّح مولود لا يبدو أنه شكلي فقط بهدف منع حصول تزكية وفرض إجراء إنتخابات فرعية في عاصمة الشمال، بل بات مرجّحاً أن آخرين سيترشحون من أجل التنافس على المقعد السنّي الخامس الشاغر في المدينة، كون مولود ترشح للإنتخابات العامّة التي جرت في 6 أيار 2018، ضمن لائحة “كلنا وطني”، وهي إحدى لائحتين إلى جانب “المجتمع المدني المستقل” ضمّت ناشطين ووجوهاً من المجتمع المدني في المدينة.

في تلك الإنتخابات حصل مولود على 909 أصوات تفضيلية، جعلته الأول بين مرشحي المجتمع المدني في اللائحتين، وهي أصوات لا تبعد كثيراً عن أصوات جمالي التي نالت فقط 2066 صوتاً تفضيلياً، ما يعني أن مولود سيكون مرشحاً مزعجاً للتيار الأزرق، الذي سيجد نفسه أمام إنتخابات حقيقية وجدّية بكل معنى الكلمة، ولن تكون مجرد نزهة له، وهو ما يُفسّر الإقامة شبه الدائمة للأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في طرابلس، وإشرافه شخصياً على حملة جمالي الإنتخابية.

وإذا كان المنطق يقول إن مولود لن يتفوق على جمالي التي تحظى بدعم تحالف سياسي واسع، يأتي على رأسه تيار المستقبل، فإن مولود يمكنه أن يتحوّل إلى منافس جدّي، في حال أحسن إدارة الإنتخابات، وتمكّن من الحصول على دعم مرشحي لائحتي المجتمع المدني، ومناصري الوزير السابق أشرف ريفي الممتعضين من عدم ترشحه بعد أن تصالح مع الرئيس سعد الحريري، وقسم لا يستهان به من قاعدة التيار الأزرق غير المتحمسين من تبني قيادتها قرار إعادة ترشيح جمالي، عدا عن مؤيدي مرشحين آخرين ليسوا على ودّ مع تيار المستقبل، أمثال النائب السابق مصباح الأحدب، وقاعدة الجماعة الإسلامية التي تفضل، مع إسلاميين آخرين، الإقتراع لمولود وليس جمالي لأسباب إجتماعية بالدرجة الأولى.

وبعيداً عن احتمال ترشّح آخرين من نسيج المجتمع المدني غير مولود، وبانتظار إقفال باب الترشّح للإنتخابات في 29 آذار الجاري، لكي تكتمل ملامح المشهد الإنتخابي، فإن جميع هذه التطوّرات تحصل قبل أن يبتّ ناجي وحلفاءه قرارهم بخوض الإنتخابات من عدمه، سواء في إعادة تبني مرشح الأحباش أم سواه، وهو قرار ستبنى عليه، لاحقاً، الحسابات الإنتخابية على اختلافها.


مواضيع ذات صلة:

  1. مصالحة الحريري ـ ريفي: رابحون وخاسرون… عبد الكافي الصمد

  2. المستقبل يُبدّل شعاره الإنتخابي: منع كسر الحريري.. وليس حزب الله… عبد الكافي الصمد

  3. فرعية طرابلس: ريفي يخلط أوراق المستقبل… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal