المستقبل يلاقي العزم في طرابلس.. تكريس الثنائية السياسية… غسان ريفي

شكل اللقاء الذي عُقد في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في ميناء طرابلس يوم أمس، بين قيادات وكوادر تياريّ ″العزم″ و″المستقبل″ الذي تقدمه الأمين العام أحمد الحريري ترافقه المرشحة للانتخابات الفرعية في طرابلس ديما جمالي، تكريسا للثنائية السياسية على مستوى الطائفة والوطن، وللتعاون والتنسيق بين التيارين، بعد التوافق الذي حصل بين الرئيس ميقاتي والرئيس سعد الحريري على طيّ صفحة الانتخابات النيابية الماضية وفتح صفحة جديدة قائمة على أسس ومبادئ وطنية ثابتة، وتحمل عنوان: ″مصلحة وإنماء وخدمة طرابلس وأهلها″.

بدا واضحا من خلال اللقاء الموسع، والوفد الذي رافق أحمد الحريري والمرشحة جمالي الى دارة ميقاتي أن الرئيس سعد الحريري يسعى بكل جدية الى تعزيز علاقته بشريكه القوي على الساحة السنية، والى الحفاظ على دعمه الذي شكل مظلة أمان له خلال تشكيله الحكومة، ويشكل اليوم سندا لمسيرته في مواجهة التحديات لا سيما تلك المتعلقة بالصلاحيات وحضور وهيبة موقع رئاسة الحكومة، فضلا عن إدراك الحريري أنه يحتاج الى دعم ميقاتي في الانتخابات الفرعية في طرابلس لضمان فوز مرشحته ديما جمالي.

في المقابل، جاءت خطوة ميقاتي وحرصه على حضور قيادات وكوادر تياره اللقاء مع وفد المستقبل، لتؤكد أن تيار العزم الذي يتمدد إنطلاقا من طرابلس الى مساحة الوطن، منفتح على التلاقي مع كل الأطراف وفقا لثوابته الوطنية ومبادئه الوسطية، وهو مستعد للتعاون مع كل من يريد مصلحة طرابلس وأهلها.

كثيرة هي الدلالات التي حملتها زيارة وفد المستقبل برئاسة أحمد الحريري الى دارة الرئيس ميقاتي ومن أبرزها:

أولا: هي المرة الأولى التي يزور فيها أحمد الحريري دارة الرئيس ميقاتي ويتحدث منها للاعلام عن ″طرابلس المحظوظة بوجوده فيها″، شاكرا له ″مواقفه الصلبة في الدفاع عن الرئيس الحريري″، وذلك بعدما كان الأمين العام للتيار الأزرق يشكل رأس الحربة في خوض معارك المستقبل ضد ميقاتي، فجاءت مواقف أحمد الحريري أمس لتجبّ كل ما قبلها.

ثانيا: الاعتذار غير المباشر عن كل الاساءات التي صدرت عن بعض مرشحي المستقبل بحق الرئيس ميقاتي خلال الانتخابات الماضية، وذلك عبر وجود الزميل جورج بكاسيني (المرشح عن المقعد الماروني في طرابلس) في عداد الوفد المستقبلي، ما يؤكد نية الرئيس الحريري بأن يكون مستقبل العلاقة مع ميقاتي خاليا من أية شوائب أو رواسب سياسية يمكن في أي وقت أو من خلال أي دس سياسي أن تؤثر على متانة هذه العلاقة بينهما.

ثالثا: تمني تيار المستقبل على الرئيس نجيب ميقاتي بوصفه زعيم طرابلس الأول والشريك على مستوى الطائفة والوطن بدعم مرشحته ديما جمالي في الانتخابات الفرعية، خصوصا أن المستقبل يدرك تماما بأن الصعوبات التي يواجهها في تسويق جمالي لا يمكن أن تذلل إلا بدعم ميقاتي، الذي تعاطى مع المسألة بـ″رقيّ سياسي″ وأكد باقتضاب ومن دون تلميحات أو تسميات بأنه أعطى كلمة للرئيس الحريري و”نحن عند كلمتنا″.

يمكن القول إن الرئيس ميقاتي كان منسجما مع نفسه منذ اللحظة الأولى التي صدر فيها قرار المجلس الدستوري بابطال نيابة ديما جمالي، حيث لم يناور أو يجامل أو يعتمد مبدأ الابتزاز، بل طلب الى تيار العزم أن يكون بجهوزية تامة للانتخابات الفرعية، ثم أكد ″أنه والرئيس الحريري في هذه الانتخابات في مركب واحد″.

وبالرغم من إعتراض ميقاتي الضمني على تسرع الحريري في إعادة ترشيح جمالي، والذي يتطابق مع آراء كثير من الطرابلسيين، حرص على تجاوز هذا الأمر بعدما شرح الحريري له ظروف وحيثيات إتخاذه هذا القرار، وذلك إنطلاقا من قناعة ميقاتي بأن الانتخابات الفرعية لن تؤثر على المشهد السياسي ولن تبدل من موازين القوى، وأن المهمة الأساسية التي يتطلع الى تنفيذها لجهة إنماء طرابلس وتنفيذ المشاريع الملحة فيها، تبقى أسمى وأهم من معركة فرعية من شأنها أن تعمق الشرخ وتضاعف من الصراعات التي أثبتت التجارب والوقائع أنها لا يمكن أن تأتي بانماء أو بفرص عمل، معتبرا أن المعركة الحقيقية اليوم هي في تأمين مصالح طرابلس، وما دون ذلك كله تفاصيل.


مواضيع ذات صلة:

  1. طه ناجي يستحصل على إخراج قيد.. هل يخوض الانتخابات الفرعية؟… غسان ريفي

  2. الحريري وريفي.. يلاقيان رغبة ميقاتي… غسان ريفي

  3. ماذا أعطى الحريري لـ ريفي.. وماذا أخذ منه؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal