لماذا السنيورة مجدداً رأس حربة في وجه حزب الله؟… مرسال الترس

لم يتفاجأ معظم المراقبين بالدور المتجدد الذي أنيط برئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على الساحة اللبنانية، والذي ظهرت أبرز تجلياته إثر الزيارة التي قام بها الى بيروت مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد مطلع هذا الشهر، والتي أدرجتها الادارة الاميركية في إطار التحضير لزيارة ناظر الخارجية مارك بامبيو للعاصمة اللبنانية.

الواضح وفق المراقبين ان ساترفيلد كان شديد الحرص على إبلاغ من التقاهم في بيروت بالاهتمام الاميركي شبه الحصري بكل ما يتعلق بحزب الله وايران، ووفق الرؤية الاميركية فان خير من حمل مشعل مناهضة حزب الله هو السنيورة عندما كان رئيساً للحكومة على هامش حرب تموز عام 2006، ولذلك، وبعد أن انزلق الباقون الى مستوى الفشل الذريع في تقديم ما يلزم إزاء ذلك الحمل الثقيل أعيدت الكرة الى المربع الأول نتيجة المعطيات التالية:

أولا: تعثر متتابع لرئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري في القيام بما هو مطلوب نتيجة حسابات داخلية لم تهيئ له الظروف الملائمة، وتمددت الى ما بات يُعرف بأزمة فندق الريتز والاستقالة الشهيرة التي عاد عنها بعد عودته الى لبنان في نهاية العام 2017.

ثانيا: فشل مدوٍ لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط في حمل كرة النار تلك وابرز تجلياتها في العام 2008 حين سارع الى طلب وساطة رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان لاقفال الملف إثر عدم القدرة على التقاط الاشارات الصحيحة كما كان يحصل معه في ملفات أخرى.

ثالثا: سقوط غير متوقع لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في ركب الموجة بعد دفتر العروض الذي قدمه في عشية ومع الغياب القسري للرئيس الحريري، ليكون حامل شعلة الرابع عشر من آذار، مع ما يواكب ذلك من دعم خارجي وأجواء داخلية، ولكن حسابات الهجمة لم تكتمل مع بيدر النتائج. إذ ان عودة رئيس حكومة لبنان الى الربوع وسحب استقالته الشهيرة ابطل مفعول ″تلك القنبلة″.

وازاء كل تلك المعطيات ومثيلاتها كان لا بد من العودة الى المربع الاول أي الاتكال على   السنيورة  مجدداً في إعادة رص الصفوف التي تبعثرت وتشرذمت، ولاعادة تلميع صورته بعد إعفائه من رئاسة كتلة المستقبل بعد أزمة الشيخ سعد، فكانت إطلالته الأولى باعتباره ″البطل المنقذ″ حين نُسب اليه إطلاق فكرة وجوب وقوف رؤساء الحكومات السابقين الى جانب الحريري في ما سُمي بأزمة الصلاحيات الدستورية العام الماضي. ثم جاءت رعايته مؤخراً للمصالحة بين الحريري والوزير السابق أشرف ريفي على هامش الانتخابات الفرعية في طرابلس، متزامنة مع تنازله عن الترشح في العاصمة الثانية، ومع زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد الذي شدد على ضرورة رص الصف في هذه المرحلة.

ووفق المراقبين فان دور السنيورة اللافت في العام 2006 أبقاه موضع ثقة للاستعانة به اثناء الملمات التي فشل سواه في حمل رايتها، ومنها اليوم على سبيل المثال لا الحصر: إعادة النازحين وترسيم الحدود البحرية، وما الى ذلك من قضايا تحمل أكثر من تفسير ومغزى في منطقة ساخنة وما تزال مفتوحة على العديد من المفاجآت!.


مواضيع ذات صلة:

  1. مكافحة الفساد ستقف عند ابواب استقلالية القضاء… مرسال الترس

  2. السنيورة لن يدخل أي سجن… مرسال الترس

  3. نديم الجميل… والاتجاه لتكوين حزب جديد..؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal