الطفل المعنّف هادي ضحية والده.. والوالد ضحية الحياة القاسية… روعة الرفاعي

ليس النزوح سبباً لما تعرض له ″هادي″ من ضرب مبرح لا يخلو من الوحشية على يد والده الذي نسي مسؤولياته تجاه أبنائه ولعل أهمها حمايتهم من الأذى الذي قد يتعرضون له خارج المنزل، فاذا بالبيت الذي كاد أن يحرقه ″هادي″ بغفلة عنه وهو ابن التسع سنوات يتسبب له بعنف أسري من قبل والده الذي انهال عليه بالضرب بوحشية بقيت علاماتها ظاهرة على وجهه بشكل ملفت، حتى ان الوالد الذي لم يحرك ساكناً لما اقترفته يديه قام بارسال ابنه في اليوم نفسه الى مدرسة الهدى حيث يتلقى “هادي” علومه وكأن شيئاً لم يكن.

ادارة المدرسة والتي لاحظت آثار الضرب قامت بنشر صوره عبر شبكات التواصل الاجتماعي مطالبة القوى الأمنية بالتحرك السريع لمقاضاة الوالد الذي انعدمت منه الانسانية.

ادارة مدرسة الهدى اشارت في معلومات لـسفير الشمال الى ان الطفل هادي يتعلم في المدرسة وهو في الصف الثالث ابتدائي، وهذه المرة الأولى التي يتعرض فيها للضرب، وقد عملت الادارة على الاتصال بالوالد الذي لم يجب على الهاتف، وكان أن أخبرت القوى الأمنية والتي حضرت للمدرسة وبدأت باجراء التحقيقات ليتبين بأن هادي كاد يتسبب بحرق منزله الكائن في منطقة باب الحديد بعدما عمد الى ضرب الصوبيا فأوقعها أرضاً لكن العناية الالهية حالت دون وقوع الحريق، حينها قام والد هادي بضربه بشكل وحشي كعقاب على فعلته.

ادارة المدرسة لفتت: الى أن القوى الأمنية ألقت القبض على الوالد في حين أرسلت هادي الى احدى مستشفيات المدينة للتأكد من سلامته.

المنطقة التربوية

أما المنطقة التربوية في الشمال فأكدت على أن الطريقة التي تم تداول الصور فيها عبر شبكات التواصل أمر مرفوض وستتم ملاحقة من قام بهذا العمل، كون القضية لا يجب أن تعالج بهذا الشكل، وقد بات لدى وزارة التربية والتعليم كل المعلومات المطلوبة، وتم توقيف الوالد في حين يخضع الطفل لكل العناية المطلوبة سواء لجهة التربية والتعليم أو لجهة حالته الصحية والنفسية.

الجيران

يقول أحد جيران عائلة هادي: مآسي النازحين السوريين لا تنتهي، وهم بالكاد يستطيعون تأمين ما يلزم لحياتهم، وأهل هادي من الناس الفقراء حتى ان الوالد يسعى بكل ما أوتي من قوة بهدف تأمين العيش الكريم لعائلته، ولم نلاحظ يوماً بأن الوالد يعنف أولاده، ربما هناك حالة معينة دفعته لهذا العمل، لكن يجب الانتباه الى الأوضاع المأساوية والتي نعيش فيها جميعاً من فقر وعذاب يرتد سلباً على الأولاد، الدولة معنية بمتابعة شؤون مواطنيها لا سيما في الأحياء الشعبية.


مواضيع ذات صلة:

  1. ويك ـ إند أبي سمراء بلا كهرباء والمسؤول غير معني بشرح التفاصيل… روعة الرفاعي

  2. البطالة ترخي بثقلها على جبل محسن بعد إقفال مئة مصنع للملبوسات… روعة الرفاعي

  3. الكلاب الشاردة تغزو طرابلس وتهدد المواطنين.. ما هي الحلول؟… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal