هل صحيح ما يقال عن خلفيات أموال ″سيدر″؟… مرسال الترس

بعد اللجوء الفلسطيني الى لبنان إثر النكبة في العام 1948 انقسم اللبنانيون حول ذلك، واستقر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان منذ احدى وسبعين سنة، وليس هناك في الافق ما يؤشر الى احتمال عودتهم الى ارضهم التي احتلها اليهود، بل ان السعي قائم لتوطينهم حيث هم.

واليوم ينقسم اللبنانيون حول النازحين السوريين فهل سيعيد التاريخ نفسه ويدفع اللبنانيون الثمن مرة أخرى؟.

فمئات ملايين الدولارات التي دخلت الى لبنان لمساعدة النازحين لم يكن الاّ جزءاً صغيراً منها عبر الدولة اللبنانية. ومعظم الاحيان كان اولئك النازحون يتلقون هبات مالية مباشرة من أكثر من مصدر عربي ودولي في نفس الوقت. والمعطيات المتداولة تشير الى أن شرائح كبرى منهم لا تود العودة الى سوريا نتيجة ما يصلها من مساعدات على الارض اللبنانية.

فهل تخطط الدول الغربية الى ابقائهم على الارض اللبنانية تمهيداً لتوطينهم مثلاً؟.

 المؤشرات تؤكد ان لا دخان بدون نار وما نقله الوفد النيابي اللبناني قبل أشهر عن كبار المسؤولين في الفاتيكان يصب في هذا المنحى. أضف الى ذلك المؤشرات المالية من مؤتمر “سيدر” حيث يتردد ان الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية تعمل بجد لابقاء منظومة الفساد مستشرية في لبنان، الى جانب إستحداث العراقيل من أجل عدم استفادة لبنان من ثرواته في النفط والغاز، وبذلك يبقى لبنان بحاجة ماسة الى الدعم الخارجي، وبالتالي قد تصل الدولة اللبنانية الى اعلان حالة الافلاس مثلاً… او القبول بما يُطرح عليها من شروط دولية، خصوصاً وان الدين العام قد تجاوز المئة مليار دولار.

فالمؤسسات المالية الدولية التي تتحكم بالثروات الطائلة ليست “كاريتاس”، بل هي تنفذ أجندات الحكومات التي تتحكم بها وهي اميركا وحلفاؤها وأولهم اسرائيل. وهي توجه حركة الاموال وفق أهداف مدروسة. وتحديداً باتجاه الشعوب المغلوب على أمرها( ومنها بالتاكيد الشعوب العربية) والتي تكون دائماً حقول اختبار لسياسات وأسلحة تلك الدول.

وفي هذا السياق تجزم المصادر المتابعة بان أميركا وحلفاؤها يهدفون من وراء ما يقومون به تجاه لبنان الى الآتي:

أولا: إبقاء النازحين ورقة ضغط جاثمة على صدور اللبنانيين للوصول الى مرحلة الاختناق والقبول بما يقدم لهم، كالغريق الذي يتشبث بقشة للنجاة!

ثانيا: دفع لبنان لتعديل سياسته تجاه اسرائيل خصوصاً بعد الاجواء الرسمية العربية التي ترسم اطراً معاكسة تماماً لما كان سائداً في العقود السبعة المنصرمة من العداء المعلن!.

وازاء هذه المعطيات يرى المراقبون أن تعتمد الدولة اللبنانية السياق التالي:

ابعاد موضوع النازحين عن التجاذبات المحلية الضيقة ومعالجته بما يخدم مصلحة لبنان فقط لاغير. والسعي بجدية لنسف الفساد من جذوره وعدم مراعاة أية ظروف تخفيفية، خصوصاً وان العديد من الافرقاء قد شددوا على محاربته.


مواضيع ذات صلة:

  1. الثقة الحقيقية.. لدى إقتلاع الفساد… مرسال الترس

  2. بكركي… والورطة التربوية!… مرسال الترس

  3. هكذا سحب دير سيدة البلمند ″البساط″ من تحت أقدام مطرانية بيروت… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal