هكذا سحب دير سيدة البلمند ″البساط″ من تحت أقدام مطرانية بيروت… مرسال الترس

يُجمع المراقبون على أن الخطوة اللافتة التي أقدم عليها مقر البطريركية الارثوذكسية في البلمند في سحب البساط من تحت أقدام مطرانية بيروت ليست محلية فقط وإنما وليدة تراكمات ومواقف وتجاذبات تمتد لسنوات عدة.

ففي منتصف الشهر الماضي اكد الرئيس السوري بشار الاسد امام وفد روسي أن هناك: “محاولات لتقسيم كنيسة أنطاكية في سوريا ولبنان، بنفس الطريقة التي تم فيها تقسيم الكنيسة في أوكرانيا”.

ونقل رئيس الوفد دميتري سابلين عن الأسد القول: “إن محاولات تقسيم المؤمنين، تُعتبر من المشاكل الهامة ليس فقط بالنسبة لكم، بل ولنا أيضا. نحن اليوم نرى محاولات لتقسيم الكنيسة على أرضنا أيضا، وهناك محاولة لتقسيم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في سوريا ولبنان، كما يجري الحديث عن محاولات منح الاستقلال لمطرانية لبنان”. مضيفاً: “الحرب الجارية اليوم، ليست فقط على سوريا، بل على العالم بأسره”.

 كلام الرئيس السوري كان واضحاً جداً وعلى الملأ خصوصاً وان همسات كثيرة كانت قد ترددت منذ سنوات في الاوساط اللبنانية عن احتمال أن يُنقل مقر بطريركية دمشق الى لبنان منذ أن إعتمد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس الراحل اغناطيوس الرابع هزيم دير سيدة البلمند مقراً رديفاً للبطريركية ووضع حجر الاساس للجامعة.

فالبطريركية الانطاكية التي تأسست عام 518 للميلاد تحت تقليد أن مؤسسيها هما القديسان بطرس وبولس قد تناوب على رئاستها بطاركة أجانب حتى العام 1906 حين انتقلت رئاستها الى اللبنانيين والسوريين. وأن عدد رعاياها هو نحو 12 مليون نسمة موزعين في سوريا ولبنان والعراق وأوروبا وأمريكا وأستراليا. بعد ان انفصلت عنها ابرشيات قبرص والقدس والعراق.

ومن هنا جاءت الخشية أن تنفصل أبرشيات لبنان عن  بطريركية دمشق، خصوصاً بعد المواقف التي كان يُطلقها راعي ابرشية بيروت المطران الياس عودة منذ سنوات والتي كانت تُصنّف بانها أقرب لافكار الرابع عشر من آذار، وكان الجميع يتوقف عندها باعتبار أن ابرشية العاصمة “المتقدمة” على الابرشيات الأخرى في لبنان كان لها الكلمة الفصل في السياسة اللبنانية وتحديداً في اختيار الوزراء والنواب.

وهذه الخشية ارتفع منسوبها أكثر بعد الانشقاق الذي اعلنته مؤخراً كنيسة اوكرانيا عن البطريركية الروسية لاسباب محض سياسية ومن هذا المنطلق جاء لفت نظر الرئيس الاسد للوفد الروسي.

ولكن بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي سارع الى تطويق أي فكرة في هذا الاتجاه وتوجه الى موسكو حيث كان لقاء مع البطريرك كيريل حيث أكد أن “هناك جراحا في الكنيسة وخصوصا في الجسم الأرثوذكسي سواء بالنسبة لما حصل في كنيسة أوكرانيا، أو تجاه ما حصل ويحصل في كنيسة أنطاكية. وأضاف: “أردنا أن ننطق بالحق لان الصمت لم يعد يجدي نفعا في هذه الأيام”.

ولم يتوقف الامر عند هذه الخطوة بل ان البطريرك اليازجي سارع الى استكمال خطواته في هذا الاتجاه والتقى وزيرة الدولة فيوليت خيرالله الصفدي التي كان المطران عودة قد وضع اكثر من عثرة في طريق توزيرها، ونُقل عن اوساطه انه لا يعتبر انها تمثل الطائفة، لكن المطران عودة عاد وإستقبلها فاستدرك الأمر خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وبحركة البطريرك اليازجي هذه اعتبر معظم المتابعين انه قد أتم سحب البساط كاملاً  من تحت اقدام مطرانية بيروت. ورسم خطوطاً حمر جديدة في تحديد سياسات الطائفة في لبنان وسوريا، خصوصاً وان ما كان قبل وأثناء الحرب على سوريا لن يكون كما بعدها!.


مواضيع ذات صلة:

  1. صدمة فرنجيه.. واستدراك باسيل… مرسال الترس

  2. بلد الطوائف.. إجتماع للدروز بعد السنّة والشيعة والموارنة… مرسال الترس

  3. ليت لقاء بكركي كان وطنياً وليس مذهبياً… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal