القصّة الكاملة لـ″قلم إنتخابات قرصيتا″ الذي أبطل نيابة ديما جمالي… عبد الكافي الصمد

لم يكن أحد من أبناء بلدة قرصيتا في جرد الضنية يتوقع أن تكون بلدتهم، وتحديداً قلم الإقتراع الخامس فيها (البلدة فيها خمسة أقلام إقتراع، إثنين للذكور وإثنين للإناث والخامس كان مختلطاً)، داخل مركز الإنتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في 6 أيار الماضي، سبباً في إبطال نيابة مرشحة تيار المستقبل ديما جمالي، حسب قرار المجلس الدستوري الذي اتخذه أول من أمس، بعد الطعن الذي تقدم به مرشح جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) في الشمال طه ناجي.

فقد أوضح المجلس الدستوري في قراره أنه ″تبين أن قلم قرصيتا رقم 546 المدرسة الرسمية غرفة رقم 5 قد جرى العبث بمحتويات المغلف العائد له، والذي تسلمته لجنة القيد بدون مستندات، وبعد التدقيق في أوراق الإقتراع الموجودة في هذا المغلف تأكد العبث بها أيضاً، لذلك قرر المجلس الدستوري إبطال نتيجة هذا القلم وتصحيح النتيجة المعلنة رسمياً في دائرة الشمال الثانية″، قبل أن يخلص إلى إبطال نيابة السيدة ديما الجمالي وإعلان المقعد السنّي الخامس في طرابلس شاغراً، على أن تجرى الإنتخابات لملئه خلال شهرين من تاريخ إعلان هذا القرار″.

هذا القرار جعل البلدة على كل شفة ولسان لدى المعنيين بالأمر، وجعل قرار المجلس الدستوري حديث الساعة في البلدة، بحيث لا يجتمع إثنان فيها إلا ويكون الثالث ما أعلنه المجلس الدستوري من عبث حصل في قلم الإقتراع الخامس خلال الإنتخابات.

ففي أقلام الإقتراع الخمسة حصلت لائحة تيار المستقبل على 996 صوتاً موزّعة بين 511 صوتاً تفضيلياً للنائب سامي فتفت و462 صوتاً تفضيلياً للنائب السابق قاسم عبد العزيز، أما لائحة الكرامة الوطنية فقد حصلت على 307 أصوات نال منها النائب جهاد الصمد 296 صوتاً تفضيلياً، بينما حصلت لائحة العزم على 58 صوتاً حصل منها المرشح محمد الفاضل على 47 صوتاً تفضيلياً. إلا أن ما كان لافتاً أن إبن البلدة المرشح جهاد يوسف الذي ترشح على لائحة العزم ثم انسحب من الإنتخابات قبل ساعات من موعد فتح الصناديق لمصلحة تيار المستقبل، ما جعل لائحة العزم تصاب بإرباك في البلدة والمنطقة، قد حاز في بلدته على صوتين فقط، لم يكن أحدهما للمفارقة في قلم الإنتخابات الخامس الذي يقترع فيه عادة، ما يعني أنه لم يقترع لنفسه وإنما أعطى صوته لفتفت.

في قلم الإقتراع الخامس، وهو مختلط بين الذكور والإناث، حصلت لائحة المستقبل على 178 صوتاً، موزعين بين 98 صوتاً تفضيلياً لفتفت و71 صوتاً لعبد العزيز، وحازت لائحة الكرامة الوطنية على 80 صوتاً نال الصمد منها 76 صوتاً تفضيلياً.

لكن ماذا حصل في ذلك القلم من عبث″ دفع المجلس الدستوري إلى اتخاذ قراره؟..

يروي مصطفى زين الدين الذي كان مندوباً للائحة الكرامة الوطنية ومرشحها النائب جهاد الصمد في القلم إياه، أنه عندما انتهينا من فرز النتائج حصلت على نسخة من النتيجة النهائية للإنتخابات في القلم موقعة من رئيس القلم، وهي النسخة التي استند إليها في عملية الطعن، وفي فضح التلاعب الذي حصل في الإنتخابات، بعدما تبين أن صندوق ذلك القلم أخفي ولم يتم فرزه، ما جعل زين الدين يرى في تعليق له وضعه على صفحته على وسائل التواصل الإجتماعي أنه يوماً بعد يوم نثبت أننا خضنا إنتخابات لا نزاهة فيها، وأثبتنا أننا كنا مجاهدين في سبيل قضيتنا، وحقنا الذي سلب منا بقوة الترهيب والتشبيح والمحاصصة، فلم نغفل يوماً عن أعمالهم وتصرفاتهم.

أما إبن البلدة الآخر أحمد قدور الذي كان مراقباً lade من قبل هيئة مراقبة الإنتخابات في ذلك القلم، فقد كتب على صفحته على الفايسبوك: أشهد أنه لم يكن قلم إنتخابات. كان قلم مصارعة حرة، وما تزال معالم الصبابيط (الأحذية) موجودة على الشباك.

ويوضح قدور أن تشدّد المندوبين العائدين للائحة الكرامة الوطنية والنائب الصمد، ومنعهم حصول زعبرة كما كان يحصل سابقاً، أدى إلى حصول إشكالات عدّة في القلم الذي يعتبر الأكبر في قرصيتا، ما دفع وزارة الداخلية حينها إلى إرسال عميد في قوى الأمن الداخلي إلى ذلك القلم تحديداً لضبطه.

غير أن ما لفت الإنتباه أيضاً أن منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك، إبن بلدة قرصيتا والذي يقترع في القلم رقم 5 إيّاه، لم يعلق على الموضوع إنما اكتفى بمشاركة بوست نشره منسق تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نشر صورة سيلفي لجمالي مع الرئيس سعد الحريري. 


مواضيع ذات صلة:

  1. بعد إلغاء نيابة جمالي .. مصير إنتخابات طرابلس الفرعية بيد ميقاتي… عبد الكافي الصمد

  2. وزير شؤون النّازحين في دمشق: لما كلّ هذه الضجّة؟… عبد الكافي الصمد

  3. وزير شؤون النّازحين في دمشق: لما كلّ هذه الضجّة؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal