بعد إلغاء نيابة جمالي .. مصير إنتخابات طرابلس الفرعية بيد ميقاتي… عبد الكافي الصمد

ما كاد المجلس الدستوري يعلن أمس إلغاء نيابة مرشحة تيار المستقبل ديما جمالي عن دائرة الشمال الثانية (طرابلس، المنية ـ الضنية)، وأن المقعد السنّي الخامس بمدينة طرابلس شاغر، وعدم أخذه بطعن مرشح جمعية المشاريع الإسلامية في الشمال طه ناجي، الذي دعا إلى إعادة إحتساب الأصوات التي جاءت لمصلحته إلا أن المجلس الدستوري رفض الأخذ بها وتجاوزها لأسباب أثارت تساؤلات عدة حول دستوريتها وقانونيتها، حتى بدأت الإستعدادات على الورق لدى كل فريق سياسي للإنتخابات الفرعية التي يفترض أن تجري في غضون شهرين.

وحسب قرار المجلس الدستوري الذي استند فيه إلى قانون الإنتخابات النيابية الأخيرة، فإن أي إنتخابات فرعية يفترض أن تجري في الدائرة الإنتخابية الصغرى وليس الكبرى، أي ضمن دائرة طرابلس فقط (طرابلس، الميناء، القلمون، البداوي ووادي النحلة) وفق القانون الإنتخابي القديم الأكثري، وليس القانون الجديد القائم على النسبية والصوت التفضيلي.

هذه الحسابات الإنتخابية القائمة على نتائج إنتخابات 6 أيار 2018، يمكن إذا استند إليها أن ترسم مبدئياً معالم الإنتخابات الفرعية المقبلة، لأنها تظهر حجم وقوة كلا المرشحين، جمالي وناجي، والقوى السياسية الداعمة لهما، وتطرح تساؤلات عديدة حول شكل التحالفات المقبلة في الإنتخابات الفرعية، وهل أن الترشح لهذه الإنتخابات سيقتصر على جمالي وناجي فقط، أم أن مرشحين آخرين بارزين سيخوضون غمار الإنتخابات، وما هو موقف قوى سياسية رئيسية أخرى في طرابلس من هذه الإنتخابات، وكيف سيكون موقفها الذي ينتظر على ضوئه معرفة ملامح نتائج الإنتخابات الفرعية سلفاً.

هذه الحسابات الإنتخابية القائمة على ما أفرزته صناديق الإقتراع في طرابلس في استحقاق 6 أيار الماضي، يمكن التوقّف فيها عند نقاط عدّة، أبرزها:

أولاً: حازت جمالي على 2066 صوتاً تفضيلياً مقابل حصول ناجي على 4152 صوتاً تفضيلياً، لكن الحاصل الإنتخابي للائحة المستقبل التي تنتسب إليها جمالي أعطاها المقعد السنّي الخامس في طرابلس، قبل أن يلغي المجلس الدستوري نيابتها أمس، وحجبه الفوز عن ناجي ولائحة الكرامة الوطنية التي كان عضواً فيها.

ثانياً: إذا جرت الإنتخابات الفرعية وفق التحالفات الإنتخابية نفسها التي كانت في انتخابات 2018، فإن الأرقام تظهر أن لائحة تيار المستقبل نالت في دائرة مدينة طرابلس 25468 صوتاً تفضيلياً، مقابل حصول لائحة الكرامة الوطنية على 22935 صوتاً تفضيلياً، أي أن الفارق بينهما ليس كبيراً، ما لا يجعل جمالي مرتاحة، بينما سيعمل ناجي بجهد لتذليل هذا الفارق من أجل استعادة مقعد يراه من حقه.

ثالثاً: هذه الحسابات قد يتم نسفها وإعادة خلط الاوراق مجدداً، في حال ترشح مرشحون آخرون، غير جمالي وناجي، بما يجعل الأصوات تضيع ويصعب عندها التكهن بالنتائج، خصوصاً إذا ترشح للإنتخابات مرشحون بارزون، وعندهم حيثية شعبية، كالوزير السابق أشرف ريفي، الذي أعطى أمس إشارات إلى أن احتمال ترشّحه وارد، ما سيربك حسابات جمالي تحديدا، لأنه سيأكل معها من صحن إنتخابي واحد.

رابعاً: إضافة إلى ذلك، فإن الأنظار ستكون موجّهة إلى قوى سياسية أخرى في طرابلس، أبرزهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي نالت لائحته في طرابلس 28695 صوتاً تفضيلياً، هو الرقم الأعلى بين كل اللوائح المتنافسة في عاصمة الشمال، وفي ضوء القرار الذي سيتخذه يمكن على نحو كبير تلمّس نتائج الإنتخابات الفرعية سلفاً، فهل سيدعم جمالي أم ناجي أم سيرشح أحد أعضاء لائحته السنّة الذين خسروا في الإنتخابات العام الماضي أم سيبقى على الحياد وينأى بنفسه عنها؟.

الجواب على هذه الأسئلة يملكها ميقاتي وحده، لكنه أمس طلب من كوادره أن يكونوا في جهوزية تامة إستعداداً للمعركة الإنتخابية المقبلة، من دون أن يفصح عن القرار الذي سوف يتخذه حيالها.


مواضيع ذات صلة:

  1. إهتراء مالي وإقتصادي يواجه الحكومة.. كيف ستعالجه؟… عبد الكافي الصمد

  2. الشّمال يُعطي الحكومة ثقة مطلقة فهل تردّ له الجميل؟… عبد الكافي الصمد

  3. حكومة الحريري الثلاثينية: ملاحظات شمالية… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal