مصطفى علوش يدفع ثمن وفائه للحريري.. هل يغادر ″المستقبل″؟… غسان ريفي

إذا كان من مطلوب رقم واحد في ″تيار المستقبل″ لكل خصومه محليا وإقليميا، فهو الدكتور مصطفى علوش الذي يُعتبر أحد أبرز الصقور الزرق، والأجرأ سياسيا على الاطلاق في تسمية الأشياء بأسمائها والدفاع بشراسة عن الرئيس سعد الحريري وعن نهجه الى درجة أنه وضع دمه على كفه مرات عدة.

لم يكن الطبيب الجراح الذي أجرى أصعب العمليات الجراحية طبيا، وأخطر العمليات السياسية، ينتظر حمدا أو شكورا من الرئيس الحريري ثمنا لمواقفه، خصوصا أنه كان يمارس قناعاته التي تربى عليها في مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكنه كأي سياسي لبناني، كان لديه طموح مشروع للوصول الى موقع متقدم يستطيع من خلاله أن يكون أكثر فعالية في مسيرة السيادة والاستقلال التي ينادي بها تياره.

كثيرة هي الوعود التي تلقاها الدكتور علوش من الرئيس الحريري بتسميته أو ترشيحه لبعض المواقع السياسية التي كانت تؤول الى سواه بسبب تسويات معينة كان يلجأ إليها أو يُجبر عليها الحريري، وكان علوش في كل مرة يتفهم ويقبل ويتابع مسيرته السياسية في الدفاع عن التيار الأزرق وزعيمه.

ليس خافيا على أحد أن علوش كان أكثر المرشحين الجديين لتولي حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة التي أعلنت أمس، وأن الرئيس الحريري قطع له الشك باليقين أكثر من مرة بأن توزيره محسوم ونقطة على السطر.

بعد إنتظار تسعة أشهر فوجئ الدكتور علوش بأن إسمه لم يكن ضمن التشكيلة الثلاثينية، وأن ثمة من صادر مكانه بدعم الحريري نفسه، كما فوجئ كثيرون من كوادر وأنصار تيار المستقبل بهذا التصرف غير المبرر مع أحد أكثر الأوفياء للرئيس الحريري الذي لم يسم أحدا من تيار المستقبل في حكومته وإكتفى بالمقربين من ريا الحسن الى محمد شقير الى جمال الجراح، أما الكوادر والأوفياء فدفعوا ثمن وفائهم إقصاء غير مبرر.

لم يشأ الدكتور علوش التحدث عن عدم توزيره، مكتفيا بالقول: لقد نزل عن كتفيّ حملا ثقيلا جدا سياسيا وأخلاقيا..

هذه العبارة تختزن الكثير من المعاني التي فسرها مقربون من الدكتور علوش، بأنه سيأخذ لنفسه إستراحة، سيعمل خلالها على تقييم الوضع، ثم يتخذ القرار المناسب، مؤكدين أنه مستمر في السياسة، فهو رجل سياسي وهذه الصفة لا يستطيع أحد أن ينكرها عليه، وسيستمر في إتخاذ المواقف التي يقتنع بها، لكن ليس بالضرورة أن يدافع عن الحريري كما كان يفعل سابقا بعدما أخل بالوعد الذي قطعه له، علما أنها ليست المرة الأولى.

تشير المعلومات الى أن علوش كان يريد تقديم إستقالته من المكتب السياسي لتيار المستقبل نظرا لعدم فعالية هذا المكتب، لكنه تريث طيلة الفترة الماضية لكي لا يؤدي قراره الى أي إرباك بالنسبة للرئيس الحريري خلال سعيه الدؤوب لتشكيل الحكومة، ما يطرح سلسلة تساؤلات لجهة، هل يفعلها علوش ويقدم إستقالته من المكتب السياسي لتيار المستقبل بعدما أخل الرئيس الحريري بالوعد الذي قطعه له؟، وكيف ستكون تداعيات هذه الاستقالة على قواعد التيار؟، وهل يستطيع الحريري أن يحتمل إستقالة أو إبتعاد أحد أبرز صقور المستقبل عن ساحته الزرقاء؟، أم أن الحريري قرر في موسم التنازلات والتسويات الاطاحة بكل الصقور؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. ميقاتي يعمّم نهج الوسطية.. ويبني جسور التلاقي بين المناطق… غسان ريفي

  2. الحريري.. في وضع لا يُحسد عليه… غسان ريفي

  3. في ذكراه السنوية الثالثة.. ماذا بقيَ من تفاهم معراب؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal