أسبوع حاسم أمام الحريري: التأليف أو الإعتذار… عبد الكافي الصمد

عقدتان رئيسيتان تؤخران تأليف الحكومة، كما أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته التلفزيونية مساء السبت على قناة الميادين، هما: مشاركة اللقاء التشاوري للنوّاب السنّة المستقلين في الحكومة، وعملية تبادل الحقائب.

وإذا كانت العقدة الأولى قد باتت واضحة المعالم، وتأكيد نصر الله أنه لا حكومة بلا مشاركة اللقاء التشاوري فيها، وأنه أبلغ هذا الكلام بوضوح لمن يعنيهم الأمر منذ الأيام الأولى للتأليف، فإن عملية تبادل الحقائب وإعادة توزيعها مجددً على القوى السياسية أسهمت في خلط الأوراق وإعادة الخلافات إلى المربع الأول، بعدما استغرقت مفاوضات توزيع الحقائب أكثر من ستة  أشهر، منذ تكيف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة قبل 249 يوماً.

إعادة توزيع الحقائب الوزارية عقدة إستولدها رئيس التيار الحرّ ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بعدما وجد أن حصوله على ثلث الوزراء في الحكومة زائداً واحداً (الثلث المعطل) بات مستحيلاً، بعد بروز عقدة توزير اللقاء التشاوري، فلجأ إلى إبراز مطلبه بإعادة توزيع الحقائب الوزارية من جديد، من أجل تحسين تمثيله داخل الحكومة، وبهدف التعويض عن ما يعتبره ″خسارة″ عدم حصوله على الثلث المعطل.

ويتمثل مسعى باسيل في استغنائه عن وزارة الإعلام، التي آلت إليه خلال عملية توزيع الحقائب الوزارية بعد حلّ العقدة المسيحية قبل قرابة 3 أشهر، مقابل حصوله على واحدة من 3 حقائب: حقيبة البيئة التي نالها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، والصناعة التي حصل عليها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، والثقافة التي آلت إلى القوات اللبنانية.

هذا المسعى قاده الحريري الذي تلقى إنتقادات كثيرة لأنه ″يساير″ باسيل أكثر من اللازم، وينزل عند أغلب طلباته ويعمل على تلبيتها، بينما يتجاهل الآخرين أو يتجاوزهم كما فعل مع حليفيه جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وأنه بالرغم من تكليفه تأليف الحكومة، فإن باسيل يبدو وكأنه هو من يؤلفها عملياً، ما أثار إمتعاضاً سنّياً واسعاً من داخل أوساطه في تيار المستقبل أو معارضيه على حد سواء، لأن تهاونه إلى هذا الحدّ يشكل إنتقاصاً من مقام الرئاسة الثالثة ومن صلاحيات الرئيس المكلف التي أناطها به الدستور.

جهد الحريري لإرضاء باسيل قوبل برفض أو تحفظ المعنيين، برّي وجنبلاط وجعجع، الذين رأوا أن إرضاء باسيل سيكون على حسابهم، فوضع بعضهم شروطاً لقبول عرض الحريري تبين أنها تعجيزية، ما جعل الرئيس المكلف يبدو متورطاً، ويدور في حلقة مفرغة، دفعته إلى تسريب تصريح منسوب له لوّح فيه باعتذاره عن التأليف إذا لم تبصر الحكومة النور حتى نهاية الأسبوع الجاري.

أكثر من ذلك، فقد كشف مقربون من الحريري، عبر تسريبات نشرت في وسائل إعلام مقربة منه، تأكيد موقفه من الإعتذار، مشيرين إلى أن ″هذا الأمر هو أحد الخيارات الموضوعة فوق طاولته″، لافتين إلى أنه ″لا يُستبعد أن يكون خيار اعتذار الحريري عن عدم تأليف الحكومة رفضه الإستمرار في المراوحة، وهو خيار بات وارداً خلافاً للمرحلة السابقة التي كان يستثني هذا التوجه من الإحتمالات، حين كان يأمل بأن صبره سينجم عنه نتيجة إيجابية بعدما ساندته دول وربطت الإستقرار في البلد بوجوده على رأس الحكومة″.

وأشار المقربون من الحريري إلى أن ″فشل كل محاولات التأليف سيدفع به إلى التفكير بخطوة الإعتذار، إذا لم يرَ أفقاً للخروج من نفق التعطيل″.

على هذا الأساس، فإن الاسبوع الجاري يعتير حاسماً للحريري، فهل يؤلف الحكومة كما وعد، أم يعتذر كما هدّد؟ الأيام القليلة المقبلة تحمل الإجابة.


مواضيع ذات صلة:

  1. وعود الحريري بتأليف الحكومة: طبخات بحص… عبد الكافي الصمد

  2. أيام صعبة تنتظر الحريري.. هل يُسحب منه التكليف؟… عبد الكافي الصمد

  3. موت سريري يُخيّم على مساعي تأليف الحكومة… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal