الخناق يشتد على النازحين السوريين.. إعتداءات وتصرفات عنصرية… عمر ابراهيم

في الوقت الذي يشهد فيه ملف عودة النازحين السوريين عراقيل داخلية واقليمية ودولية، يبدو ان مستقبل العودة سيبقى مرهونا حكما بمساعي الحل السياسي للازمة السورية، وهو ربما ما سمعه اللبنانيون خلال القمة العربية في بيروت، حيث لم يحصلوا على الضوء الاخضر المطلوب لتنشيط حركة الباصات لنقل النازحين من لبنان الى سوريا، كما يشتهي البعض او كما تقتضي مصلحة آخرين.

في ظل إنسداد الافق أمام عودة سريعة في الوقت الراهن، ومع استمرار توافد المئات من السوريين الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية،  بسبب تردي الاوضاع المعيشية في بلدهم، بدأت ظواهر العداء للنازحين تتنامى بشكل مضطرد، على وقع الازمات المعيشية والاقتصادية التي يعيشها لبنان وفي ظل استمرار حملات التحريض السياسي من تيارات حزبية وعلى رأسها التيار الوطني الحر.

ويمكن القول ان النازحين السوريين باتوا يشعرون أنّهم ضيفاً ثقيلاً، وذلك بعدما إشتد الحصار عليهم مؤخراً من خلال بعض الأصوات الرافضة لوجودهم في بعض البلدات ذات اللون الطائفي الواحد، او تلك الغاضبة من منافستهم لليد العاملة اللبنانية وكانت تعتبر بيئة حاضنة لهم، فضلا عن الاجراءات القانونية المتخذة بحق المؤسسات التجارية بهدف تنظيم العمالة الاجنبية.

هذه الأمور يرى فيها البعض أنها تهدف إلى إحراج النازحين تمهيداً لإخراجهم، تحت حجج إجتماعية وأمنية، كان الحديث عنها حتى الأمس القريب من المحرمات في بعض المناطق، خصوصا عرسال والمنية وعكار، حيث بدأت ردات الفعل على وجود النازحين تخرج عن اطار التعبير الى تصرفات عنصرية تتمثل بالاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، وهو ما تجسد مؤخرا في عرسال حيث تم تكسير بعض ممتلكات النازحين، وفي بلدة بحنين المنية حيث اشعل مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر صاحب ارض يطرد عائلة سورية من خيمتها بسبب عدم قدرتها على دفع الايجار غير ابه بصراخ الاطفال وتوسل والدتهم، وهذه المشاهد بدأت تتكرر على نحو غير مسبوق في مناطق مختلفة.

يشير مطلعون الى ″أن ملف النازحين إستخدم من قبل قوى سياسية في تلك الفترة كأداة ضغط سياسي على الخصوم، واعطي النازح السوري صلاحيات على حساب المنطق والقانون، قبل ان يجد نفسه اليوم يتعرض لانتهاكات مخالفة في بعض الاحيان للمنطق والاعراف والقوانين″.

ويضيف المطلعون: ″بعد تشكيل حكومة الحريري مع إنطلاقة عهد الرئيس ميشال عون، وحصول تناغم مع التيار الوطني الحر حيال قضايا عدة، رُفع الغطاء عن النازحين وبات تنظيم وجودهم مطلب ″المستقبل″ وجمهوره، وتحول بعض من قيادات ووزراء ″المستقبل″ من خط الدفاع عن النازحين إلى خط الهجوم عليهم تحت شعار تطبيق القانون وحماية اليد العاملة اللبنانية، وهو مطلب حق، لكنه أثار التباسا عند البعض، حول هوية من يتحرك ومن يصرح من السياسيين، وعما اذا كانوا من تيار المستقبل او من التيار الوطني الحر″.


مواضيع ذات صلة: 

  1. العاصفة تعرّي النازحين.. كيف سيستثمر لبنان القضية في القمة العربية؟… عمر ابراهيم

  2. كيف يتم استغلال النازحين.. واين هي الاموال التي اغدقت على لبنان؟… عمر ابراهيم

  3. عام 2019 سيشهد اكبر عملية عودة للنازحين.. من سيساهم في تمويلها؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal