لم تكتمل فرحة اللبنانيين بتظهير حكومة جديدة قبل الاعياد أو على هامشها، ففي حين طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مبادرة من أجل تسريع عملية تشكيل الحكومة الثالثة لرئيس تيار المستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، ضجّت وسائل الاعلام بالتحليلات والمقالات التي تحمّل صهر الرئيس ورئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مسؤولية فشل المبادرة في الوصول الى النهايات السعيدة.
ففي حين كان اللقاء التشاوري يمنّي النفس بتمثيله باحد المقاعد الوزارية عبر شخصية يسميها نوابه، كان الوزير باسيل يسعى بجد من أجل حصول تياره البرتقالي مع حصة رئيس الجمهورية على أحد عشر مقعداً أو ما بات يعرف بالثلث المعطل، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس الحريري الذي آثر الصمت لاحقاً كان قد طرح مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مسألة التبديل في الحقائب، على خلفية ان تغط وزارة البيئة في حضن تيار معيّن لأن حصتها من مؤتمر سيدر تفوق ستمئة مليون دولار.
وفي هذا السياق ظهرت تباينات عدة بين الرئيس المكلف وباسيل مع القوى السياسية الاخرى حول تبادل الحقائب، والذي رفضه ثنائي ″امل وحزب الله″ والحزب التقدمي الاشتراكي، وخصوصا مبادلة حقيبة الإعلام المخصصة للتيار البرتقالي بـ حقيبة البيئة التي حُجزت لكتلة الرئيس بري، أومبادلة حقيبة الشباب والرياضة التي أعطيت لـ″حزب الله″ بحقيبة أخرى. عدا عما تردد عن محاولة باسيل الحصول على وزير ماروني من حصة ″القوات اللبنانية″ بحيث تنال ″القوات″ مقعداً مارونياً واحداً مقابل مقعدين للتيار بدل ثلاثة مقاعد كاثوليك، وهو ما رفضته ″القوات″ بشدة.
وبدا ان معظم الاطراف تحمّل الوزير باسيل مسؤولية التعطيل، ولا تُعفي الرئيس المكلف من المسؤولية عبر تبنيه بعض طروحات باسيل بتبديل الحقائب. وفي مختلف مفاصل التفاوض كانت العبارة المتداولة ″إسألوا جبران…″، في حين ذهبت تحليلات إحدى الصحف الى طرح العبارة التالية: ″الكل يريد… وجبران يفعل ما يريد″.
وفي حين أن مسؤولية العرقلة حمّالة أوجه، حذّر الرئيس برّي من ان ما حصل بالملف الحكومي غير بريء، مبدياً قلقاً كبيراً إزاء ″ما ينتظر البلد في المرحلة المقبلة″، معتبراً أن ما حصل يؤكّد وجود أطراف لا تريد للحكومة أن تولد بالمطلق، وأن الموضوع على ما يبدو أكبر من ثلث معطّل وحقائب وحصص.
مواضيع ذات صلة:
-
جعجع يُسقط أحد أبرز مبادئه… مرسال الترس
-
هل سيتعظون من فتوى بري؟… مرسال الترس
-
لوحة باسيل .. هل هي رسالة مضمونة أم موجهة؟… مرسال الترس
