حبس انفاس في الجنوب.. ماذا لو وقعت الحرب؟… عمر إبراهيم

تبدل المشهد العام في الجنوب في الساعات الماضية مع تسارع التطورات الميدانية، وعدم معرفة نوايا  إسرائيل من التصعيد المتواصل وان كان سيبقى ضمن التهويل الإعلامي أم ان الأمور ستسلك منحى تصادميا، وان كانت المعطيات لدى بعض السياسيين وحزب الله تستبعد  المواجهة العسكرية في الوقت الراهن.

لكن ارتفاع حدة الخطاب السياسي الاسرائيلي ومحاولاته الاستفزازية على الشريط الحدودي جعلت الصورة تبدو سوداوية عند البعض لا سيما ابناء الجنوب الذين رغم ثقتهم بقدرات حزب الله العسكرية ومدى الضرر الذي سيلحقه بإلعدو الاسرائيلي جراء أية مغامرة عسكرية الا انهم في الوقت نفسه يدركون بان الرد الاسرائيلي في حال الدخول في مواجهة مفتوحة سيكون موجعا للبنان وللجنوب على وجه الخصوص الذي خبر سكانه على مدار عقود طبيعة العدوان الاسرائيلي وتجاربهم  في عدوان عام ٢٠٠٦ ما تزال قائمة  أمام اعينهم.

 ربما يكون الجنوب اكثر من غيره في لبنان معني بما يحصل على الحدود وان كان بعض الساسة الاسرائيليين المحوا الى ان لبنان باكمله سيكون مستهدفا، لكن ابناء الجنوب سيكونون اول المتضررين فماذا يخشون ولماذا يتوجسون هذا العدوان على عكس المواجهات السابقة؟

تجيب بعض المصادر  ان الجنوب كان دائما هدفا للعدوان الاسرائيلي، وقد إعتاد أهله على الصمود والنزوح وتحمل تبعات تلك الحروب اقتصاديا ونفسيا، وعدوان تموز عام ٢٠٠٦ كان نموذجا لصمودهم وتضحياتهم وقدرتهم على التحمل رغم نزوح عشرات الآلاف منهم ودمار آلاف المنازل.

وتضيف المصادر: اليوم يسود ابناء الجنوب حالة من القلق فموقفهم من العدو الاسرائيلي وضرورة مواجهته لم يتغير، لكن الظروف السياسية العصيبة التي يمر بها لبنان وعودة الانقسام ليأخذ منحى مذهبيا فضلا عن تردي الأوضاع الاقتصادية تجعلهم يخشون من ان يفقدوا البيئة الحاضنة لهم خارج مناطقهم في حال اضطروا للنزوح على عكس عام 2006 حيث فُتحت لهم البيوت وشرعت لهم القرى رغم ان الخلاف السياسي كان موجودا حينها لكنه ليس بهذه الحدة التي ضاعفت منها الحرب في سوريا.

وتختم المصادر: ان الخوف من ان يدخل لبنان في مواجهة مع إسرائيل قبل تشكيل حكومة وفي ظل عودة الشحن الطائفي والمذهبي ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتردي الظروف المعيشية، يجعل خوف ابناء الجنوب مبررا ومعه لاحقا كل اللبنانيين الذين يبقى الرهان أما على توحدهم في مواجهة هذا العدوان وتشكيل مظلة أمان للمقاومة وللمتضررين، وإلا فإن الباب قد يفتح على تصفية حسابات وتبادل إتهامات عن مسؤولية الحرب، وهذا الأمر قد تكون تداعياته ربما اصعب من العدوان ذاته. 


مواضيع ذات صلة:

  1. كيف نجح تجار المخدرات في تحويل  بعض المناطق الى ما يشبه ″الباطنية″؟… عمر ابراهيم

  2. ماذا حصل خلال الساعات الماضية.. وكيف تم سحب فتيل الانفجار؟… عمر ابراهيم

  3. هل المخاوف من عودة النازحين السوريين سياسية.. ام لها خلفيات اخرى؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal