الطريق بين قصر بعبدا وبيت الوسط غير سالكة… غسان ريفي

خرج التوتر السياسي بين قصر بعبدا وبيت الوسط الى العلن، بعدما عجز سعاة الخير عن إخفائه لحين معالجته أو رأب الصدع الناتج عن ″العقدة السنية″ وكيفية حلها، ومن سيضحي لارضاء حزب الله بتمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين؟.

ما نقله زوار عن رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس الأول تلميحا، عبرت عنه دوائر القصر الجمهوري أمس تصريحا، بعدما ″فسرت الماء بعد الجهد بالماء″، حيث نفت ما نقل عن الرئيس عون من تهديد للحريري بطرح تكليفه في مجلس النواب، معتبرة أنه لم يكن دقيقا، لكنها أكدت في الوقت نفسه ″حق عون في حال تعثر تأليف الحكومة، في أن يضع هذا الأمر في عهدة مجلس النواب″.

لم يمر البيان الرئاسي مرور الكرام، بل رفع من منسوب التوتر، وفتح جبهة عريضة شهدت طيلة يوم أمس ″رشقات″ من البيانات النارية بين مُدافع عن موقف رئيس الجمهورية، وداعم لصلاحيات وهيبة رئيس الحكومة المكلف باعتبار أن ترحيل ″التكليف″ الى مجلس النواب لا علاقة له بالدستور، وهو (بحسب الداعمين) عبارة عن ″هرطقة وممارسات مستهجنة بقصد فرض أعراف جديدة لا تمت بصلة الى النظام السياسي″.

لا شك في أن البيان الرئاسي قد أنهى مهمة الوزير جبران باسيل التي لم يكتب لها النجاح، خصوصا أن وزير الخارجية لم يفتش عن حلول حقيقية تساهم في أن تبصر الحكومة النور، بقدر ما كان يضع في سلم أولوياته الحفاظ على ″الثلث المعطل″ فيها لمصلحة تياره، وإبعاد كأس التضحية بمقعد سني عن حصة عمه رئيس الجمهورية، وإعادة الكرة الى ملعب الحريري الذي بدأ يتعرض لضغوطات جدية من فريق رئيس الجمهورية وقوى 8 آذار بتحميله مسؤولية التعطيل ومطالبته بالاسراع في تشكيل حكومته.

يعني ذلك أن الكل يتجه الى التصعيد والى رفع نبرة التحدي التي من شأنها أن توصل الجميع الى الأفق المسدود، فرئيس الجمهورية وصهره جبران يرفضان رفضا قاطعا التنازل عن مقعد وزاري سني يفقدهما الثلث المعطل في الحكومة، ويسعيان الى ترويج صيغة توسيع الحكومة الى 32 وزيرا وصولا الى محاولة فرضها على الرئيس المكلف وفق قاعدة ″آخر الدواء″ بما يضمن لهما الثلث المعطل بـ 12 وزيرا بعد إضافة مقعد السريان الى كتلة ″لبنان القوي″، والرئيس الحريري يصر على رفض صيغة الـ 32 وزيرا وقد أبلغ باسيل بذلك، معتبرا أن الحل الوحيد هو تمثيل اللقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية، في حين يصر حزب الله على أن لا حكومة من دون نواب سنة 8 آذار الذين لا يتوانون عن القيام بكل ما يزعج الحريري، إضافة الى ″الصليات″ التي يطلقها وئام وهاب من الجاهلية تجاه الحريري بدعم من حزب الله، ما يشير بجسب الأجواء الى أن فريق 8 آذار قد إتخذ قرارا باحراج الحريري الى أبعد الحدود، فإما أن يؤدي ذلك الى الاخراج، أو الى التنازل مجددا وتشكيل الحكومة برئيس منزوع الصلاحيات.

تقول مصادر مطلعة على مشاورات التأليف، إننا أمام معركة ″لاءات حكومية″ يخوضها كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، إضافة الى حزب الله، وأن هذه المعركة كانت فرضت نفسها قبل فترة على طريق قصر بعبدا ـ حارة حريك، وهي اليوم تفرض حالة من التوتر على طريق قصر بعبدا ـ بيت الوسط والتي باتت غير سالكة.  


مواضيع ذات صلة:

  1. ما الذي يعرقل ولادة الحكومة.. العقدة السنية أم الثلث المعطل؟… غسان ريفي

  2. حركة تذليل العقبات من دون بركة.. ولا حكومة في الأفق… غسان ريفي

  3. تأليف الحكومة.. تفاؤل وتشاؤم على سطح واحد… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal