البترون: النحل والعسل ضحيتان لمجرمين بيئيين… لميا شديد

يواجه مربو النحل في البترون هذا العام موسما سيئا جدا لجهة كمية انتاج العسل، الأمر الذي سينعكس سلبا على أسعاره التي تتجه الى الارتفاع.

قد تكون كثرة الامطار التي تساقطت في النصف الثاني من شهر نيسان الماضي هي السبب الابرز لتراجع الانتاج، باعتبار ان كثرة الامطار أدت الى جلاء ″المن″ عن اشجار السنديان وبجلاء ″المن″ يخسر النحل مورده الاول لانتاج العسل الاسود المرغوب في السوق اللبناني.

يضاف الى ذلك المشاكل والآفات التقليدية التي يعاني منها قطاع النحل في لبنان بشكل عام وفي البترون بشكل خاص، من استخدام المبيدات الزراعية المضرة بالنحل ولاسيما مبيدات الاعشاب في فترة الازهار والتي يتغذى منها النحل بكميات كبيرة ما يؤدي الى موت وفقدان طوائف النحل بكميات كبيرة. كما يعاني النحل من الامراض التي تصيبه ولاسيما مرض varoa  الذي يكافح النحالون لابقائه تحت السيطرة. كما تجدر الاشارة الى ان وزارة الزراعة لم تقم هذه السنة بتوزيع المبيدات الخاصة بمكافحة هذا العنكبوت على غرار  السنوات السابقة .

في البترون حوالى 7000 خلية نحل موزعة على 180 نحالا يعانون من مشاكل عدة تستدعي تدخل المعنيين للحد من تأثيرها، وفي رأس الاولويات ظاهرة الجني الجائر لنبتتي الصعتر البري والقصعين من قبل فرق جني تأتي من خارج المنطقة حيث يتم جني النبتتين بكميات كبيرة من دون الاستحصال على أذونات مسبقة، وينفذون عملية جني جائر وغير سليم وخارج اوقات المواسم الطبيعية ما يؤثر سلبا على النبتتين ويؤدي الى فقدانهما بشكل تدريجي من سفوح البترون وصولا الى انقراضها من بعض المناطق علما أنها تشكل مصدر غذاء اساسي لطوائف النحل في المنطقة.

ويقول أحمد حيدر وهو أحد مربي النحل في بلدة رشكيدا وناشط في قطاع تربية النحل: مشاكلنا الكبرى هي داخلية وتتعلق بعمليات اجتياح للقصعين والصعتر وجزها بشكل عشوائي من قبل مجرمين بيئيين يأتون خلسة الى المنطقة وفي اوقات الفجر ويقومون بعملية جز قاسية ما يؤثر على حبوب اللقاح وعلى الرحيق. هذه المجزرة مستمرة منذ أكثر من 20 عاما وحتى اليوم ونتائج ما يحصل اليوم تظهر بعد 5 سنوات. كما أنه في فترة الصيف نجد مربين من خارج المنطقة لا يهتمون بمعالجة نحلهم ينتقلون الى المنطقة وينقلون مع خلاياهم الامراض والاوبئة الى نحلنا، والمواطنون اصحاب العقارات يسمحون بذلك في ظل غياب للقوانين الراعية من قبل السلطات المحلية التي تواجه احراجا مع أصحاب العقارات الذين يتم ارضاؤهم بكميات معينة من العسل يحصلون عليها من مربي النحل.

حيال هذا الواقع يعاني مربو النحل في قضاء البترون من اجتياح غريب على مستويين: الاول على مستوى الجني الجائر والثاني على مستوى هجمة المربين من خارج المنطقة والذين يتسببون بنقل الامراض الى نحل البترون ما يستدعي مبادرة تنسيقية بين اتحاد بلديات منطقة البترون والقائمقام لوضع القرارات التنظيمية الصادرة من وزارتي الزراعة والداخلية موضع التطبيق لاسيما القرارات الصادرة عن وزارة الزراعة وآخرها القرار رقم 179 الصادر عن وزير الزراعة في 3/3/2012 حسين الحاج حسن والذي يسمح بجني الزعتر والقصعين من أول حزيران لغاية تشرين الاول من كل عام على أن يحصل الجاني على ترخيص مسبق من مصلحة الاحراج والثروة الطبيعية في وزارة الزراعة. كما يحدد القرار طريقة وكيفية الجني والآلات الواجب استعمالها ويمنع اقتلاع النبتة وذلك بهدف التشدد بمراقبة الاحراج وحمايتها من فرق الجني الجائر.


Post Author: SafirAlChamal