إعتراض في إسرائيل على إجتياح رفح.. جنون نتيناهو يقود المنطقة الى الحرب!.. غسان ريفي

يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر أن يلعب آخر أوراقه العسكرية في الحرب التي أعلنها على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، بتنفيذ تهديداته بإجتياح رفح، وتوجيه الدعوات الى أهل المدينة عبر الاتصالات الهاتفية والمنشورات بضرورة إخلائها وتحديد الطرق التي يمكن لهم أن يسلكوها.

في غضون ذلك، تعاملت حركة حماس بذكاء مع جنون نتنياهو الساعي الى إستخدام إجتياح رفح لتحقيق مصلحة شخصية تطيل أمد عمره السياسي وتبقيه فترة أطول في الحكم، حيث سارع رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية الى إبلاغ الجانبين القطري والمصري بقبول حركة حماس بمقترحيهما القاضي بوقف إطلاق النار لستة أسابيع.

حاولت حماس سحب كل الذرائع من نتنياهو وعدم ترك أي سبب يمكن أن يتلطى خلفه لاستمراره في الحرب، في وقت إرتفعت فيه الأصوات العربية والأجنبية محذرة ومنذرة من مغبة الاقدام على إجتياح رفح، وما يمكن أن يسفر ذلك عن إبادة جماعية جديدة، محمّلة الولايات المتحدة الأميركية النتائج الدموية والكارثية لهذه العملية العسكرية.

من جهتها، أكدت حماس أن إجتياح رفح لن يكون نزهة للجيش الاسرائيلي، حيث أعدت المقاومة له العديد من المفاجآت التي بدأت تظهر في شمال القطاع الذي شهد إطلاق صليات من الصواريخ بإتجاه غلاف غزة، وصولا الى معبر “نسترين” الذي يواجه الجيش الصهيوني فيه العمليات العسكرية وأعمال القنص للمقاومين والتي توقع الخسائر في صفوف العسكريين الصهاينة، وهذا من شأنه أن يضاعف من أزمات الكيان وحكومته ورئيسها الذي يخوض مغامراته السياسية الداخلية بدماء الفلسطينيين، علما أنه مهما أطال أمد الحرب ومهما حصد من نتائج، فإن إسقاطه ومحاسبته ومحاكمته هو مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.

قد تكون المرة الأولى التي ينتفض فيها المجتمع الاسرائيلي بقيادة أهالي الأسرى رفضا للحرب وإجتياح رفح ويهددون بمزيد من التظاهرات والتحركات التصعيدية، في مقابل تأييد شارع اليمين المتطرف لخطوة نتيناهو يتقدمهم بعض وزراء حكومته الذين طالبوا بوقف المفاوضات ومنع أي إمكانية للتوافق، والاستمرار في الحرب حتى إحتلال رفح والقضاء على حماس وعلى سائر فصائل المقاومة، ما يعني أن أول معلومة قد تتسرب عن مقتل أسير إسرائيلي أو أكثر خلال إجتياح رفح، فإن الفوضى ستعم الكيان، وليس بعيدا أن تتحول الى حرب أهلية.

لم يكن مستغربا موقف نتنياهو حيال إقتحام رفح، فما كان يقوم بتسريبه تلميحا وعبر المصادر في الصحف العبرية لضرب مسار المفاوضات الجارية في القاهرة، قاله أمس تصريحا، ما يؤكد أن رئيس حكومة الاحتلال يلعب “صولد” كونه لم يعد لديه ما يخسره، فهو محاصر في الداخل ومطلوب رأسه من المعارضة، ومنبوذ في الخارج بعدما سقطت كل أقنعته، ومأزوم في الحرب بعدما فشل في تحقيق أي هدف من أهدافها لا سيما ما يتعلق بالقضاء على حماس وإستعادة الأسرى بالقوة، ومجنون في خطوته غير المحسوبة النتائج التي يرى كثير من المتابعين أنها لن تكون لمصلحة إسرائيل وكذلك لمصلحة أميركا المشتعلة طلابيا ضد قتل الفلسطينيين، ودعم بايدن لإسرائيل وما قد ينعكس ذلك عليه في الانتخابات الرئاسية وعلى حزبه في الاستحقاقات الأخرى.

تشير المعطيات الى أن وقت الوساطات لم ينته بعد، خصوصا أن المعارضة الاقليمية والعربية والدولية لخطوة نتنياهو تكبر ساعة بعد ساعة، كما أن موقف حماس المتقدم بالقبول بالوساطة القطرية ـ المصرية قد حشر نتيناهو في الزاوية وأعطى دفعا إضافيا لهذه الدول لممارسة المزيد من الضغط عليه لثنيه عن إجتياح رفح، خصوصا أن هذا الاجتياح سيكمل الابادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، ولن ينجح في القضاء على المقاومة، وسيتوزع خلاله الأسرى بين قتيل ومفقود وهذا ما يُرعب الأهالي، وسيلحق بالجيش الاسرائيلي خسائر كبرى قد تفوق ما لحق به في غزة، وسيضاعف من نقمة الرأي العالمي ضد نتنياهو وإسرائيل، وسيشعل جبهات المساندة التي لن تتوانى عن تفعيل مجهودها العسكري وتوسيع مساحات الاستهداف، ما قد يعزز فرص نشوب الحرب الاقليمية.

كل ذلك، سيضع المنطقة على فوهة بركان، فهل يتقدم مسار المفاوضات من جديد وصولا الى تسوية، أم تنقلب الطاولة وتطال نيران غزة ورفح المنطقة بأكملها، بما في ذلك المصالح الأميركية والغربية، يبدو أن طبول الحرب بدأت تُقرع!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal