كيف وقع شربل خليل في شر أعماله؟… عمر ابراهيم

ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها المخرج شربل خليل عبر برامجه على وسائل الاعلام المرئية واخرها قناة “الجديد” للمقدسات والرموز الدينية، وينتهي الامر ببيانات وتحركات غاضبة ودعاوى ضد المخرج خليل قبل ان يقفل الملف تحت حجة حماية “حرية الراي والتعبير والحفاظ على ميزة لبنان الديمقراطية بين محيطه”.

هذه الحجج هي بمثابة كلام حق يراد به باطل، في بلد تحكمه التوازنات الطائفية ويعيش على توترات دائمة ومحاولات لنبش الماضي المرير واعادة احياء ذاكرة الحرب والانقسام الذي عاشه ابان الحرب الاهلية، لا سيما ان المخرج خليل الذي يحظى بغطاء سياسي من فريق مهيمن على السلطة، باتت برامجه الساخرة تستهدف بغالب الاحيان طائفة معينة، وكأنه بذلك يسهم في صب الزيت على النار من دون حسيب او رقيب ويمعن في تأجيج النعرات الطائفية والمذهبية وتحريك الغرائز وآخرها سخريته من الكعبة المشرفة وما تمثله للمسلمين عموما، ووضع ذلك في خانة المدح بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وبواسطة أحد المغنين.

يبدو واضحا ان المخرج خليل يحاول اللعب على التناقضات السياسية وعلى الخلافات المذهبية داخل الطائفة الاسلامية فيعمد عن قصد الى استضافة من يساعدونه على نكئ الجراح بين السنة والشيعة، وكأنه يعمل بتوجيهات معينة لاشعال هذه الفتنة، وهو ما عبّرت عنه ردود الفعل الغاضبة التي خرجت بعد برنامجه الاخير على قناة الجديد الذي تطاول فيه على الكعبة المشرفة، واشعلت حربا على مواقع التواصل الاجتماعي وأفضت الى تحركات غاضبة لا سيما في الشارع الطرابلسي، الذي اطلقت فيد دعوات لمقاطعة قناة “الجديد”

بغض النظر عن تبريرات البعض على ما تضمنته الحلقة ومحاولة البعض وضعها في خانة الحريات، الا ان الظروف التي يعيشها لبنان وما يشهده من انقسامات سياسية وطائفية تجعل هكذا برامج اشبه بفتيل قد يشعل نارا يصعب التكهن بنتائجها، ما يستدعي من القضاء التحرك ووضع حد لهكذا برامج في الوقت الراهن للحد من تداعياتها على السلم الاهلي وعلى العيش المشترك الذي يدعي الجميع الحفاظ عليه.

ردود فعل كثيرة خرجت على لسان رجال دين وفاعليات على مستوى لبنان، ومنها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي السابق الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، الذين طالبوا الاجهزة القضائية المختصة التدخل السريع لوضع حد للعبث الهزلي حفاظا على الاستقرار في لبنان.

لكن ما لم يدركه خليل وغاب ربما عن حساباته وحسابات مشغليه، ان الفخ الذي حاول نصبه لتاجيج الفتنة السنية ـ الشيعية، وقع فيه، حيث جاءت معظم ردود الفعل في الشارع السني ضد برنامجه وتُجنب السيد نصر الله الانتقادات وتعتبر ان ما ورد من كلام يستفز الشيعة والسنة سويا، ولا يندرج في خانة تمجيد السيد نصر الله الذي وجهت اليه دعوات ايضا لكبح جماح بعض الموتورين الذين يسيئون للدين الاسلامي ولشخصه ويساعدون في تأجيج الفتنة. 

Post Author: SafirAlChamal