تشريع زراعة الحشيشة بين الضوابط والتفلت.. ما هي انعكاساته على المجتمع اللبناني؟…حسناء سعادة

هل يتم تشريع ″الذهب الاخضر″؟ وهو الاسم الذي يطلقه البعض على زراعة الحشيشة، وفي حال تم تشريعه هل تكون هناك ضوابط فعلية؟ وهل يمتثل المزارعون لهذه الضوابط؟ وما الحسنات والسيئات الناتجة عن التشريع؟ اسئلة كثيرة بدأت ترد على اكثر من لسان بعد التوجه نحو تشريع زراعة الحشيشة وادراج بحث هذا الموضوع على طاولة الحكومة الجديدة فور تشكيلها.

عهود كثيرة مرت على لبنان لم تتمكن لا من تشريع الحشيشة ولا من محاربتها ولا من ايجاد زراعة بديلة لدعم المزارع وثنيه عن زراعتها في وقت باشر فيه اخصائيون باعداد صيغة لاقتراح قانون يتعلق بزراعة الحشيشة… فهل سيبصر النور هذا القانون؟، وهل بالامكان حصر زراعتها لاغراض طبية فقط لا غير، ام ان التشريع سيرفع من نسبة التعاطي والتهريب؟

يقول رئيس تحرير مجلة إعمار واقتصاد الخبير الاقتصادي حسن مقلد لسفير الشمال الذي رأى انه لو كنا في بلد يحترم فيه القانون فان زراعتها مفيدة وتعود بالمنفعة على البلد انما هناك خوف من تفلت الامور والذهاب نحو الاسوأ، لافتا الى انه من لم يعاين عن قرب حالة ادمان لا يعرف مدى الالم والمعاناة على المدمن وعائلته، لذا من هنا ضرورة وضع قوانين ضابطة، كاشفا انه في هذه الحالة فهناك مردود على البلد يتراوح بشكل عام بين مليار الى ملياري دولار في الفترة الاولى بالاضافة الى ادخال عملة صعبة الى البلد هناك افادة طبية انما الشرط الوحيد هو ارساء الضوابط.

ويسأل مقلد لماذا لا نستثمر ورقة الحشيشة في التفاوض مع الدول المهتمة؟، مثلا المغرب ولالغاء زراعة الحشيشة وصله من الاتحاد الاوروبي والدول المانحة مليارات الدولارات حيث اكد يومها الملك المغربي ان زراعة الحشيشة تدخل ضمن عادات وتقاليد بلاده وانه لالغائها يحتاج الى المال والى تصريف انتاج الزراعات البديلة على مدى سنوات، وقد حصل على ما اراد فلماذا لا نعمد نحن الى جعلها ورقة للتفاوض؟.

ولفت الى ان التجارب السابقة في البلد لا تشجع، فمثلا ان لبنان ينتج افضل تبغ وتنباك، الا اننا رفضنا في السابق عرضا لاقامة معمل لتصنيع السيجار هو الاول من نوعه في الشرق الاوسط، كما لم نبادر الى الاستفادة من التبادل في هذا الاطار مع روسيا ومصر مثلا، لذا نحتاج اذا قررنا تشريع الحشيشة الى قوانين ضابطة والى ادارة جيدة وتنسيق على مستوى الصحة والجمارك وغيرها من الادارات.

ويحذر من ضرورة الانتباه ان لا نبدأ بتشريع زراعة الحشيشة فنصل الى الافيون والهيرويين ما ينعكس سلبا على البلد والمجتمع، كاشفا ان هناك حالات ادمان في مجتمعنا منتشرة عموديا وافقيا، وهناك حالات متطورة وهناك حالات غير مرئية حتى الساعة وهذا امر خطير.

ويلفت مقلد الى انه بالطبع مع زراعة الحشيشة في ظل الضوابط لان الزراعات البديلة لم تنجح، لافتا الى انه يفضل بالاساس مبدأ التفاوض على الغائها واذا لم يتم الامر نذهب الى التشريع ضمن اطار قانوني صارم. الحشيشة او القنب الهندي تجارة رابحة في بلد تحترم فيه القوانين، اما في لبنان فان عملية منع زراعة الحشيشة على مستوى هيكتارات معدودة لم تنجح فكيف اذا شرعناها وامتدت على مستوى هيكتارات واسعة عندها كيف بالامكان السيطرة على الانتاج وحصره بالافادة الطبية؟ يتساءل كثير من الخبراء والمعنيين.

Post Author: SafirAlChamal