من يقف وراء الحملة المبرمجة على الرئيس نجيب ميقاتي؟… غسان ريفي

لم يعد بريئا ما يتعرض له الرئيس نجيب ميقاتي من إفتراءات وفبركات تهدف الى تشويه صورته، حيث بات واضحا أن ثمة غرفة عمليات قد أخذت على عاتقها تجنيد بعض الأدوات من أجل الامعان في إستهداف رئيس الحكومة السابق تارة عبر وسائل الاعلام، وطورا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل متقن ومبرمج من أجل الاساءة إليه والى نهجه السياسي الوسطي والمعتدل.

كثيرة هي علامات الاستفهام التي تطرح في هذا الاطار، حول التوقيت والهدف والتخصيص (الافتراء على ميقاتي دون غيره)، وهل ما يحصل من إستهداف هو مقدمة لتهديد أكبر قد يتعرض له ميقاتي الذي يبدو أن مواقفه السياسية تزعج بعض الأطراف ممن يسعون بشكل أو بآخر الى إضعاف الطائفة السنية، تمهيدا لوضع اليد على السلطة، وتعديل إتفاق الطائف إذا لم يكن بالنص فمن خلال الأعراف والممارسة.

علامات الاستفهام هذه، يقابلها كثير من التحليلات في الشارع اللبناني حول أصحاب المصلحة في ضرب الاعتدال السني في لبنان، وإستهداف رجالات الصف الأول في الطائفة، حيث بات معروفا أن الحملة تستخدم لمصلحة طرف سياسي لم يحدد بعد، لكنها وجدت تفاعلا كبيرا في الشارع الشيعي دون سواه والذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالردود والاساءات تجاه الرئيس ميقاتي، حيث يعزو مطلعون السبب الى أن هذا الشارع ما يزال ناقما على ميقاتي منذ أن كان في الحكم، عندما بذل جهودا مضنية من أجل حماية ″الموظفين السنة″ الذين كان حزب الله وقوى 8 آذار يريدون رؤوسهم، كما عمل على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري لسنتين متتاليتين، وهي المحكمة التي كانت قوى 8 آذار تتطلع الى إلغائها في عهد ميقاتي الذي رد بتمويلها وحمايتها، إضافة الى حفاظه على موقع رئاسة الحكومة وعلى الصلاحيات في أصعب الظروف، وتقديم إستقالته بمبادرة ذاتية منه، وبعكس ما كان يشتهي كثير من الفرقاء السياسيين المشاركين في حكومته.

لا شك في أن إستمرار الحملة على الرئيس ميقاتي بهذا الشكل، وإعطائها جرعات دعم يومية وتسخير بعض وسائل الاعلام لها، وضرب كل التوضيحات التي صدرت والتسريبات القضائية التي أكدت أن ما حصل هو قانوني وليس فيه أية مخالفة، كل ذلك بدأ يطرح كثيرا من الاسئلة حول المستفيدين من هذه الحملة، حيث لا يتوانى متابعون عن السؤال: هل يقف التيار الوطني الحر، وراء هذه الحملة لتصفية حساباته مع ميقاتي كونه يقود حملة الدفاع عن الطائف، ويقف سدا منيعا أمام طموحاته في تعديله أو إدخال أعراف جديدة عليه تمهيدا لوضع اليد على الحكومة ومصادرة دور رئيسها؟.. أم أن حزب الله يريد ضرب الاعتدال السني، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة الى ميقاتي لوقوفه الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري وتعطيله ورقة الضغط عليه بجعله بديلا عنه، عندما أكد أكثر من مرة ومن خلال كتلته النيابية، أنه “في حال إعتذر الحريري سيعيد تسميته مجددا لرئاسة الحكومة”؟.. أم أن قوى 8 آذار أرادت أن تربك ميقاتي بحملة من هذا النوع يقودها إعلامي محسوب عليها، لرفضه دعم توجهاتها أو مشاركتها في الضغط على الرئيس المكلف، إنطلاقا من قناعته بضرورة دعم رئيس الحكومة المكلف أيا يكن هذا الرئيس، ومساعدته للحفاظ على صلاحياته في تشكيل الحكومة بالتعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية.

يرفض مقربون من تيار العزم التعليق على كل هذه التساؤلات، مؤكدين أن ميقاتي هو رجل دولة يؤمن بالمؤسسات، مشددين على أن السكوت عن هذه الحملة المبرمجة ليس ضعفا، وإنما إحتراما للقضاء الذي بات هذا الملف في عهدته، حيث ستصدر نتائجه قريبا جدا، وعندها ستظهر الأمور على حقيقتها وينال المفترون جزاءهم.

مواضيع ذات صلة:

  1. ميقاتي يدفع ثمن حماية الطائف.. وصلاحيات رئاسة الحكومة؟… غسان ريفي

  2. ميقاتي أصاب.. حيث أخطأ السنيورة… غسان ريفي

  3. ميقاتي يزيد ″التحصينات″ أمام صلاحيات رئيس الحكومة… غسان ريفي

     

Post Author: SafirAlChamal