يشهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت منذ بداية العام 2018 ارتفاعا ملحوظا في اعداد الركاب الوافدين الى لبنان بنسبة حوالي 10% بحسب اخر الاحصاءات، وهي مرشحة للارتفاع تدريجيا خلال فصل الصيف.
ووفق المصادر″فان عدد الركاب في مطار بيروت منذ بداية شهر تموز الحالي يلامس يوميا 20 الف وافد الى لبنان في حين يسجل عدد المغادرين نحو 15 الفا في اليوم الواحد، وهذه الحركة تظهر جليا في قاعات المطار بالاتجاهين وصولا ومغادرة″..
وعلى الرغم من الايجابيات الكثيرة لهذه الحركة الناشطة على الصعد كافة، الا ان للامر تداعيات سلبية اخرى على الركاب الذين لطالما اشتكوا من معاناة وثقوها في بعض الاحيان بصور وفيديوهات تنتتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر زحمة الركاب والمشاكل التي تنتظر المغتربين العائدين الى ربوع بلدهم لبنان، والسياح الذين جاءوا للاستمتاع بعطلتهم الصيفية في لبنان حيث يعانون الامرين عند وصولهم الى مطار بيروت ويضطرون الى الانتظار طويلا للانتهاء من معاملاتهم بسبب هذه الزحمة الكبيرة التي اظهرت ضعف إستيعاب مطار بيروت وعدم قدرته على تحمل هذا الكم من الركاب، وفق متابعين.
في ظل هذا الواقع استذكر اللبنانيون 16 كانون الثاني 2018 حين ترأس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعا في السراي الحكومي للبحث في توسعة وتطوير مطار بيروت الدولي حيث عرض الإستشاري دار الهندسة – شاعر ومشاركوه- خطة العمل المقترحة لتطوير وتوسعة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت وضرورة المباشرة بتنفيذ المرحلة الملحة منه لرفع طاقته الإستيعابية إلى نحو /10/ ملايين راكب في السنة بكلفة تقديرية تبلغ /200/مليون دولار، كمرحلة إنتقالية ومن ثم العمل على عدة مراحل لتصل قدرة الاستيعاب الى 20 مليون راكب في السنة.
هذا الاجتماع طرح بعد كثير من التساؤلات ابرزها، لماذا لم يتم البدء بهذه التوسعة الى الآن رغم كل الخطط والاتفاقات على ضرورة التنفيذ؟.
تفيد مصادر مطلعة انه في ظل هذه الازمة في مطار بيروت وعدم امكانية الدولة تمويل مشروع توسيع مطار بيروت (200 مليون دولار اميركي) بانتظار تشكيل الحكومة والحصول على اموال مؤتمر سيدر2. يمكن افتتاح مطار القليعات في عكار، والذي لا يحتاج سوى الى صيانة ليكون رديفا لمطار بيروت.
وبحسب دراسة اجراها سابقا المدير العام السابق للطيران المدني حمدي شوق وتقدّم بها الى مجلس الوزراء، عبر وزير الدفاع يعقوب الصرّاف، كاشفاً خلالها عن كلفة تجهيز المطار وتأهيله، والتي لا تتجاوز مليون دولار أميركي، وهذه الكلفة تشمل مهبط الطيران وعوّامات النفط ضمن المطار، ومحطات الرادار والإضاءة والخزانات، وترميم المباني الحالية للإدارات الجوية، وتأهيل صالات الوصول والمغادرة.
وأوضحت المصادر أن مطار القليعات تحت انظار عالمية، ترجمت مؤخرا بزيارات قامت بها وفود اجنبية منها الوفد الصيني على رأسه السفير الصيني في لبنان.
وبحسب المطالبين بتشغيل مطار القليعات، فانه يساهم في تحول اقتصادي كبير من خلال تأمين حوالي ستة الاف فرصة عمل لابناء عكار والشمال، ومن شأنه ان يلعب دورا بارزا في اعادة اعمار سوريا كونه يتمتع بموقع جغرافي مميز على أرض ساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس و7 كلم عن الحدود السورية، ويرتبط بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية.