الصفدي يداوم عند الحريري.. ماذا عن الوزارة؟…غسان ريفي

يداوم النائب السابق محمد الصفدي على زيارة الرئيس سعد الحريري بمعدل مرة كل أسبوعين على الأقل، وذلك منذ إنتهاء الانتخابات النيابية وتكليف الحريري تشكيل الحكومة، حرصا من الصفدي على إبقاء خطوط التواصل قائمة مع الرئيس المكلف، وحفظ حقه في التوزير ضمن الحكومة المقبلة.

من الطبيعي أن يعتبر الصفدي أن لديه ″حق مكتسب″ لدى الحريري، الذي عليه (بحسب مقربين) أن يسدد فاتورة سياسية له بعد وقوفه الى جانبه في الانتخابات النيابية، وتجنيد نفسه للهجوم على خصومه، ووضع ماكينته الانتخابية في خدمة مرشحيه في الدائرة الثانية، وقد آن أوان تسديد هذه الفاتورة بتسميته وزيرا في الحكومة الحريرية التي ما تزال ولادتها متعثرة وربما يطول هذا التعثر، لذلك فإن زيارات الصفدي المتكررة الى الحريري تأتي من أجل الذكرى، ″لعلها تنفع المؤمنين″.

ربما بدأ الصفدي يشعر بـالوحدة السياسية في طرابلس، خصوصا بعد إنتهاء الصراع الذي بلغ ذروته عشية الانتخابات بين الأطراف المتنافسة والتي بدأت تتلاقى من أجل التعاون والتنسيق في المرحلة المقبلة، وإنشغال الرفاق السابقين في عملهم النيابي والسياسي والخدماتي اليومي، بينما ينتظر الصفدي التشكيلة الوزارية وإنصافه من قبل الحريري بتسميته وزيرا من حصته.

في المقابل ترى مصادر مطلعة على أجواء تيار المستقبل في طرابلس والشمال، أن الحريري ليس محشورا بالصفدي، خصوصا أن أي إتفاق بينهما لم يحصل قبل الانتخابات حول موضوع إعطائه حقيبة وزارية، في حين يتردد في أروقة التيار الأزرق ان الأصوات التي جيّرتها ماكينة الصفدي في الانتخابات كانت أقل مما توقعه تيار المستقبل.

وترى هذه المصادر أن طرابلس التي تعني الحريري سياسيا بالدرجة الاولى، لا يمكن ان تكون من دون وزير لتيار المستقبل، لأن توزير الصفدي سيقطع الطريق على جميع الطامحين ضمن التيار الأزرق. وفي حسابات بسيطة، فإن الحريري (رئيس الحكومة) سيكون لديه خمسة وزراء، أربعة من السنة، وواحد مسيحي من ضمن عملية التبادل الوزاري مع رئيس الجمهورية.

وتشير المعلومات الى ان التقارب الحاصل بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي الذي يدعم مهمته ويقف الى جانبه، من المفترض ان يفضي الى إعطاء كتلة “الوسط المستقل” وزيرا سنيا من المرجح ان يكون من طرابلس، ليستقر بذلك العدد على ثلاثة وزراء سنة مستقبليين، لكل من بيروت والبقاع وطرابلس.

وفي هذه الحالة، اذا أعطى الحريري الصفدي حقيبة وزارية يكون قد حرم بعض الذين ينتظرون إنصافهم ضمن تياره من التوزير وهو امر قد يترك تداعيات سلبية، ما يعني ان المنافسة ستكون محتدمة جدا بين الصفدي وبين تيار المستقبل الذي يبدو انه لن يتوانى عن محاولات قطع الطريق على الصفدي من خلال إشاعة اجواء إعلامية بأن الحقيبة الوزارية ستكون مستقبلية لأن الحريري يحتاج الى وزير قوي من تياره في طرابلس ليكون سندا له في الحكومة وقادرا على خدمة المدينة وجوارها وجمهور التيار فيها.

فهل يحرم الحريري نفسه وتياره في طرابلس من حقيبة وزارية أساسية لمصلحة الصفدي في حال كرر زياراته له وأصر عليه تسديد فاتورته الانتخابية؟، أم ان الصفدي سيلجأ الى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تربطه به علاقة جيدة، بهدف الحصول على وزارة لعقيلته السيدة فيوليت تكون من حصته، والتي تشير معلومات الى ان الصفدي كان فاتحه بالأمر في وقت سابق.

Post Author: SafirAlChamal