جمعية العزم والسعادة.. خلايا رمضانية لا تهدأ لتعميم الخير

خاص ـ سفير الشمال

قبل غروب كل يوم رمضاني، ينطلق ″إسطول″ العزم الخيري في مهمة إنسانية سامية لتوزيع وجبات الإفطار على البيوت المستورة التي لا يستطيع أهلها الخروج للحصول على الوجبات من المراكز الثابتة.

سيارات منتظمة، شباب واعد بلباس موحد، وجبات إفطار موضبة بشكل لائق، إبتسامات تسبق أصحابها الى المنازل التي تستقبل وجباتها طيلة الشهر الفضيل، أما في المراكز الثابتة فتنظيم كامل، وحسن إستقبال لكل محتاج حيث ينال حصته من وجبات الافطار. 

لا تهدأ جمعية العزم والسعادة الاجتماعية في شهر رمضان المبارك، بل تتحول الى خلية نحل تصل النهار بالليل، تحقيقا لتطلعات مؤسسيها الأخوين طه والرئيس نجيب ميقاتي الى تنمية مستدامة تطال العائلات الفقيرة والمحتاجة في طرابلس والجوار، بشكل تحافظ على كرامتها، وتسدّ حاجاتها على أكثر من صعيد، وتخفف عنها أعباءها في شهر الخير والبركات من دون منّة أو أية شروط.

كل هذا الخير يسلك طريقه بصمت في شهر الرحمة، حيث تتبنى جمعية العزم عشرات الآلاف من العائلات الفقيرة والمحتاجة، فتؤمن لها الافطار وكسوة العيد، والتمور والحلويات، فضلا عن معمول العيد الذي يقدم مع وجبة الافطار الأخيرة من الشهر الكريم.

في مراكز العزم ورش عمل لا تهدأ، مؤلفة من موظفين ومتطوعين، يعملون وفق مكننة حديثة تهدف الى تنظيم عمل الخير وتسريعه، بما يؤمن الخدمات والتقديمات الى كل المحتاجين بانسيابية كاملة، بعيدا عن الفوضى أو العشوائية.

هذه الورش نجحت في توزيع عشرات آلاف الحصص الغذائية الى مستحقيها خلال الاشهر التي سبقت الشهر الفضيل مع حصص اللحوم، وخلال شهر أيار جندت الورش نفسها لوضع آليات عمل منظمة لتوزيع الاف وجبات الافطار اليومية على مدار شهر كامل، حيث تشير المعلومات الى توزيع يوميا نحو 8000 وجبة إفطار، ويقسم هذا العمل الى قسمين:

الأول: مراكز “السكب” الثابتة في مراكز جمعية العزم في باب الرمل وبعض مناطق طرابلس والجوار وصولا الى البداوي، والتي تقدم وجبات الافطار الساخنة، وهي تستقبل يوميا الآلاف من المواطنين المحتاجين وأصحاب الحالات الاجتماعية الصعبة.

الثاني: مجموعات العزم المتخصصة بايصال وجبات الافطار الى المنازل في كل مناطق طرابلس والجوار، وهي منازل تقطنها عائلات من المصنفين الأكثر فقرا وعوزا، إضافة الى مسنين وأرامل ومعوقين، وأصحاب إحتياجات خاصة، حيث ينطلق إسطول “فانات العزم”  يوميا من الساعة الثالثة والنصف عصرا، كل في إتجاه منطقته، لينهي مهمته مع ضرب مدفع الأفطار، حيث يكون وزع نحو 3 آلاف وجبة إفطار ساخنة على العائلات التي لا تستطيع الوصول الى مراكز “السكب” بسبب أوضاع إجتماعية وصحية معينة.

يضاف الى ذلك إفطارات السجون حيث يتم إرسال نحو ألف وجبة إفطار ساخنة يوميا الى سجنيّ رومية والقبة، وذلك تحت إشراف دار الفتوى، وإرسال معمول العيد الى كل المساجين، فضلا عن إرسال وجبات الافطار الى بعض دور الأيتام.

وكذلك تخصص الجمعية أكثر من 30 ألف وجبة سحور للمؤمنين الذين يحرصون على إحياء ليلة القدر في المساجد، حيث توزع في طرابلس وكل الشمال.

هذه الورش تعمل أيضا على خط ثان، وهو خط كسوة العيد، حيث تعاقدت جمعية العزم مع أكثر من 120 تاجر وأصحاب محلات ألبسة ولادية في مختلف المناطق، وخصصت لطرابلس وجوارها نحو 30 ألف قسيمة شراء قيمة كل منها 40 ألف ليرة، وهي بدأت بتسليم القسائم الى أكثر من ألفيّ مستفيد يوميا بطريقة منظمة، وآلية متطورة تبدأ من تسليم القسيمة وصولا الى متابعة كل التجار عبر مراقبين، والتأكيد عليهم بضرورة الالتزام بالأسعار وإستقبال المستفيدين بشكل جيد.

وتهدف جمعية العزم من خلال كسوة العيد الى تنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة، وإعطاء المحلات المشاركة معها قوة دفع لتصريف بضاعتها، من أجل تعميم هذه الافادة على أكثرية المؤسسات الطرابلسية العاملة في هذا المجال.

عندما إنتهت الانتخابات النيابية في السادس من أيار، أقفلت كثير من المؤسسات التابعة لتيارات سياسية أبوابها، وإنتهى مفعول كثير من الوعود التي أطلقت من هذا التيار أو ذاك المرشح، في حين إستمرت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية في عطاءاتها الكثيرة على كل صعيد، وقد أقفلت خلايا النحل الرمضانية على نفسها لأيام معدودات، إستعدادا للانطلاق في تقديم الخدمات للصائمين ضمن العائلات المحتاجة والفقيرة، الأمر الذي يؤكد أن جمعية العزم التي تأسست في العام 1988 مستمرة في تقديماتها بغض النظر عن أي إستحقاق سياسي أو إنتخابي، لا بل إن هذه التقديمات تتطور عاما بعد عام، وبشكل أفقي نتيجة الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي ترخي بظلالها على طرابلس ومحيطها.

اللافت أيضا، أن هذا النشاط الرمضاني الكبير لا ينعكس بأي شكل على عمل سائر القطاعات التي تقوم بالمهام المنوطة بها على خير ما يرام في تقديم كل الدعم والرعاية لكل محتاج على الصعد الصحية والاجتماعية والتربوية والأكاديمية والدينية والتدريبية والانمائية، والرياضية والثقافية والفنية، وغيرها كثير من القطاعات العاملة التي تخدم كل شرائح المجتمع، ما يجعل جمعية العزم والسعادة ضرورة طرابلسية شمالية ووطنية تغطي الكثير الكثير من تقصير الدولة.

Post Author: SafirAlChamal