من تخطى السقف المرسوم: القوات أم التيار؟… مرسال الترس

يسلّم المراقبون ان أسباباً عدة تقف وراء عرقلة تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات منها التمثيل السني من خارج تيار المستقبل، وعدم حصر التمثيل الدرزي بالحزب التقدمي الاشتراكي، وسوى ذلك. ولكنهم يعتقدون بشكل جازم أن أكثر الاسباب حدة في عرقلة التشكيل سيتأتى من مستوى التحدي القائم بين العهد وتكتل ″لبنان القوي″ من جهة، وبين حزب القوات اللبنانية في الجهة المقابلة.

فالتيار الوطني الحر والعهد يعتبران أنهما قد وفيا بما وعدا به في إتفاق معراب لجهة التسهيلات التي مُنحت لحزب القوات في الحكومة الماضية لجهة تمثيله الفضفاض، إن باعطائه نيابة رئاسة الحكومة والوزارات التي تسلمها ولاسيما وزارة الصحة التي تعتبر خدماتية بامتياز. وان ما ينطبق على أول حكومة في عهد الرئيس العماد ميشال عون لا يمكن أن ينسحب على سنوات العهد ككل والحكومات التي ستتشكل تحت مظلته. وبالتالي فان ما حققه التيار لجهة تكوين تكتل يضم تسعة وعشرين نائباً حمل اسم تكتل ″لبنان القوي″ سيتيح له حصد التمثيل الاوسع في الحصة المسيحية، ولا يمكن أن يتساوى بالاعداد مع تكتل ″الجمهورية القوية″ المنبثق عن القوات التي كَبُر حجمها بصورة لا تتلائم مع الواقع!.

على الضفة الأخرى تعتبر معراب أنها قد وقعت في خديعة كبرى، فهي تملك معطيات عن قبول الفريق الآخر المناصفة في الحكم مقابل إنسحاب جعجع من معركة الرئاسة وإعلان دعمه لأحد ألد أعدائه العماد عون. وبالتالي فهي لن تهادن في ما يحق لها من حصص في الحكومة الجديدة، وفي أية حكومات لاحقة، خصوصاً بعد النقلة النوعية التي حققتها في الانتخابات النيابية، ووضعتها في مصاف الشراكة الكاملة مع ″الحزب الحاكم″. واذا كان المسؤولون في ذلك الفريق سيستمرون في تنكرهم لما حصل، فذلك يعني أن عليهم أن يتحملوا النتائج بكل سلبياتها.   

وازاء ما تقدم لا يبدو أن ما يحصل بين ″الشقيقين المتخاصمين″ هو ″رمانة تمثيل″ في هذه الحكومة أو تلك، أو في التوازن في التوظيفات الادارية أو الامنية أو ما شابه. بل ان هناك ″قلوب ملآنة″ نتيجة الصراع الذي يتصاعد يوماً بعد آخر بين رئيس التيار النائب جبران باسيل وبين رئيس الحزب سمير جعجع في من سيفوز منهما بالسباق الى قصر بعبدا بعد أربع سنوات. والذي بانت بعض مندرجاته خلال الساعات الماضية على أرض إحدى الجامعات. الامر الذي يشير الى أن الصراع سيتصاعد يوماً بعد آخر ويأخذ أشكالاً مختلفة، ولا صحة أبداً لما يُقال مباشرة أو تلميحاً أن الامر يتعلق بهذا التمثيل النيابي أو ذاك التمثيل الحكومي فكلها أدوات في الصراع الكبير الذي لن ينتهي عند تأليف هذه الحكومة أو تلك أو في خرق هذا السقف المرسوم أو ذاك!، وأن من سيتحمل الانعكاسات السلبية هم المؤيدون والمناصرون الذين ما زالت ذاكرتهم تؤنبهم على ما حصل بين الطرفين قبل ثلاثة عقود. ولكن يبدو أن الطرفين سيضعان التاريخ ومآسيه مجدداً في سلة المهملات!..

مواضيع ذات صلة:

  1. متى سيبّق جعجع بحصة إتفاق معراب؟… مرسال الترس

  2. ما هو سقف التوتر بين باسيل وجعجع؟… مرسال الترس

  3. القوات اللبنانية خارج الحكومة.. أو لا حكومة؟… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal