ما هو سقف التوتر بين باسيل وجعجع؟… مرسال الترس

كثيرة هي التساؤلات التي تصل الى مستوى المخاوف حول ما يمكن أن يؤول اليه شد الحبال القائم بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب المنتخب جبران باسيل والذي لامس التوتر لجهة حدة التبادل الكلامي على خلفية نتائج الانتخابات النيابية التي يدّعي كلٌ منهما أنه “حقق المستحيل” فيها، في حين يُدرك المراقبون والمتابعون جيداً الخلفيات الحقيقية وراء كيف استطاعت القوات تحقيق ارقامها الجديدة في مجلس النواب، وكيف سعى التيار البرتقالي الى تغطية ″سموات″ فشله في الترشيحات التي إنفلشت على مستوى دوائر كل لبنان  بـ″قبوات″ تكبير حجم التيار المستحدث الذي ورث تكتل التغيير والاصلاح.

ما يزيد المخاوف، هو المنحى الذي إعتمده كلٌ من باسيل وجعجع في تسمية تكتله الجديد، فالاول اعتمد اسم ″لبنان القوي″ لتكتله فيما توجه الثاني نحو تسمية ″الجمهورية القوية″ لكتلته، فلماذا لم يعد في اللغة العربية تعابير غير القوة لتعكس ما يخالج أنفسهم، فهل انقرضت تعابير التنمية والاعمار والتغيير من اللغة العربية؟ أم انها رُميت جانباً مع المشاريع والخطط التي تغنوا بها قبيل وعلى هامش الانتخابات؟، فهل نحن أمام حلبة مصارعة حرة يمكن أن تُستخدم فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وداخل حقول رماية لاسلحة من مختلف الاعيرة؟، أم أننا في نظام يدّعي الجميع أنه ديمقراطي وسلمي؟.

الظاهر حتى الآن من جبل جليد الخلافات بين الطرفين لا يبشر بالخير في السنوات الاربع المتبقية من عمر العهد. فاتفاق معراب لتقاسم الحصص تحول الى نقمة وحقل ألغام خصوصاً بعدما ارتفع عدد نواب القوات الى ضعف ما كان عليه قبل الانتخابات، وتراجع العدد الفعلي لنواب التيار الوطني الحر. 

والمخاوف لدى اللبنانيين والشارع المسيحي تحديداً، تنطلق من مدى بقاء الصراع بين الطرفين سياسياً، أم أنه سيتأثر بفائض القوة الذي ينبثق منه خطاب الطرفين اللذين زرعا في نفوس المسيحيين قبل سنوات ليالي رعب حقيقية أعادت الحضور المسيحي في الشرق عشرات السنوات حتى لا نقول مئات منها الى الوراء!.

كل الدلائل تشير الى أن كل المعطيات تعكس حالاً من عدم الطمأنينة لما يجري. والاّ ما هي الدوافع التي حملت مصادر كنسية على القول إن الكنيسة المارونية التي تمثلها بكركي ترفض وتدين حروب الأخوة. وهي تبدي أكثر من خشية لدخول أبناء الطائفة في نزاعات جديدة، وهذه الخشية تزامنت مع وصول رسائل ديبلوماسية الى بيروت تشدد على وجوب عدم الذهاب الى مواجهة واسعة في هذه المرحلة!

وفي حين تبدو بكركي مكبلة اليدين إزاء ما يجري، حتى لا يُقال أمر آخر، تواترت معلومات أن رئيس الحكومة سعد الحريري، المرتقب أن يُكلّف بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، قد أخذ على عاتقه حلحلة العقد بين باسيل وجعجع فإلى أي مدى سينجح في خفض التوتر واستيعاب الرؤوس الحامية؟.  

مواضيع ذات صلة:

  1. القوات اللبنانية خارج الحكومة.. أو لا حكومة؟… مرسال الترس

  2. القوات اللبنانية المزهّوة بكونها رأس الحربة!… مرسال الترس

  3. فرق شاسع بين خطابي جبران باسيل وطوني فرنجيه… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal