طرابلس: غياب مهرجانات رمضان.. مؤامرة أم تقصير أم تواطؤ؟… عمر ابراهيم

لماذا غابت المهرجانات التراثية والدينية عن طرابلس هذا العام؟، وأين الجمعيات والسياسيين الذين تسابقوا في شهر رمضان من العام الماضي على تنظيم الاحتفالات واقامة النشاطات التي كانت علامة فارقة بين المدن اللبنانية؟، وهل ان التقصير هو محلي فقط، أم ان الدولة تتحمل المسؤولية ايضا؟.

اسئلة كثيرة تطرح هذا العام بعد مرور أسبوع على شهر الصوم، ولم يسجل اقامة اي نشاط في المدينة التي كانت عاشت العام الماضي اجواءً احتفالية قل نظيرها في لبنان، نظرا لما شهدته من نشاطات في شوارعها وقاعاتها ومرافقها الاثرية، ما رفع من منسوب التفاؤل لدى الطرابلسيين بامكانية الاستفادة من هكذا نشاطات في جذب الزوار والسياح وتحويل مدينتهم الى عاصمة للسياحة الاسلامية.

طرابلس التي سجلت في شهر رمضان الماضي اعلى نسبة مشاركة في تنظيم النشاطات على أنواعها من إحتفالات دينية وتراثية في خان العسكر الاثري، الى معرض للاثار النبوية في مؤسسة الصفدي، واحتفالات من قبل جمعية العزم والسعادة الى مهرجانات من قبل المجلس السياحي لطرابلس، فضلا عن نشاطات في اسواقها الداخلية، لم يتم هذا العام الاعلان عن اي نشاطات باستثناء تلك التي تستعد لتنظيمها جمعية العزم والسعادة الاجتماعية.

أسباب هذا الانفكاء عن تنظيم النشاطات مردّه الى عاملين أساسيين: الاول هو من قبل الجمعيات والسياسيين الذين قرروا عدم تنفيذ اية نشاطات، والثاني بسبب الاجراءات الادارية من قبل وزارة الثقافة التي كانت وضعت شروطا تعجيزية على جمعية “طرابلس حياة” ما دفع الجمعية الى العدول عن فكرة تنظيم مهرجانات في برج السباع الاثري، منتقدة على لسان رئيستها المحامية سليمة اديب ريفي موقف وزارة الثقافة الذي حرم طرابلس من مهرجانات لمدة شهر بأكمله.

وقالت: لقد تقدمنا بطلب لتنظيم مهرجانات رمضانية طيلة الشهر الفضيل في برج السباع، وبدأنا نحضر لذلك، وتكلفنا بمبلغ 24 الف دولار اميركي، لكن المفاجاة كانت بأن وزارة الثقافة لم تسمح لنا بإشغال البرج لأكثر من أسبوع واحد.

واضافت: البرج بالاصل لا يشهد اي نشاط، ولا نعلم سبب هذا الرفض، وهل هناك غاية في نفس يعقوب، وفي كل الاحوال نحن نعتبر أن قرار الوزارة يساهم في تهميش المدينة ومصادرة حقها في الاستفادة من الاماكن التراثية ومن مرافقها الأثرية.

وختمت ريفي: نحن هدفنا الاضاءة على معالم طرابلس الاثرية وتنشيط الحركة في المدينة، والعام الماضي ركزنا على خان العسكر، وهذا العام كان البرج هدفنا، وفي العام المقبل كنا سنركز على مرفق أثري آخر، ولكن يبدو ان هناك من لا يريد لطرابلس ان تعيش وتنتعش.

بدوره رئيس لجنة الاثار في بلدية طرابلس خالد تدمري قال:لقد عاشت طرابلس اجمل سنواتها العام الماضي، وقد استطاعت ان تجذب الزوار من مختلف المناطق اللبنانية، ولكن للاسف هذا العام غاب كل شي، وهذا أمر مؤسف ان تتوقف بعض الجمعيات او أن تُعرقل أخرى، لا سيما أننا نظمنا قبل اسبوع من رمضان احتفالات على مدار خمسة ايام بمناسبة ذكرى يوم تحرير طرابلس.

Post Author: SafirAlChamal