القوات اللبنانية خارج الحكومة.. أو لا حكومة؟… مرسال الترس

منذ الساعة التي تمّ فيها إقفال صناديق إقتراع الانتخابات النيابية في السادس من آيار، توجهت التحليلات السياسية والاعلامية للحديث عن الحكومة الجديدة وشكلها وموعد صدور مراسيمها، إضافة الى صعوبة توزيع الحقائب لا بل إستحالتها في ظل التجاذبات الحادة الجارية بين أكثر من طرف، وصولاً الى الفيتوات والبطاقات الحمراء التي يمكن أن يتم تبادلها بين المتنازعين على الحقائب.

في هذا السياق يرى العديد من المراقبين أن إمكانية الاسراع في تكليف رئيس جديد للحكومة أمر سهل، ولكنهم يجزمون أن أبرز عائق أمام تشكيل الحكومة الجديدة سيكون حزب القوات اللبنانية، للاسباب التالية:

أولاً: ان مسؤولين كبار في الحزب هددوا بالانسحاب من الحكومة الحالية قبل الانتخابات النيابية احتجاجاً على استئثار التيار الوطني الحر بالتعيينات بالتنسيق مع تيار المستقبل، ولكن مستجدات حالت دون تنفيذ هذه الخطوة!

ثانياً: بالامس القريب وبعد ظهور نتائج الانتخابات قال رئيس الحزب سمير جعجع من معراب أن لا مشكلة لديه أن يكون في المعارضة، حيث ستكون لديه حرية أكبر في المناورة التي ترتبط بقضايا أكبر من محلية!

ثالثاً: المعارض الاول لدخول القوات الى الحكومة الجديدة سيكون تكتل “لبنان القوي” برئاسة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على خلفية أن كبار المسؤولين في حزب القوات بدأوا يرددون أنه لم يعد بامكان التيار الحر التفرد بسياسات مسيحية وطنية، من منطلق أن الانتخابات قد أفرزت “قوتين مسيحيتين أساسيتين”، والفارق الضئيل بين الحجم الفعلي للكتلتين، لا يحول دون أن يتمثلا بعددٍ موازٍ من الوزراء. ويضيف القواتيون: أن الفارق الضئيل في العدد بيننا وبين التيار الحر هو لصالحنا لأنهم خاضوا الانتخابات متكئين الى العهد، فيما خاضتها القوات شبه منفردة.

رابعاً: ان مطالبة القوات بنصف عدد الوزراء سيضعها وجها الى وجه مع التيار البرتقالي الذي قد يرى أنه من الانسب له إستقطاب أطراف مسيحية اخرى الى الحكومة كحزب الكتائب او المستقلين لاستكمال التمثيل المسيحي وللقوطبة عليها!

خامساً: إن تحوّل جعجع الى المعارضة سيتيح له التصويب بدون ضوابط على حزب الله، أما إذا كان شريكاً له في الحكومة فذلك سينزع منه الحجة، لذلك سيشدد على المطالبة بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة والذي قد يبادله الفيتو بأعلى منه!

إزاء هذه المعطيات، إذا إتجه حزب القوات لحمل لواء المعارضة والانتظار خارج الحكم، فان  تشكيل الحكومة سيكون متوفراً وبسرعة. والاّ فان كل المعطيات تشير الى أن إمكانية تشكيل حكومة في المدى المنظور أمرٌ بالغ الصعوبة، لأن كمّ العراقيل المتوقعة هي أكبر من قدرة أي رئيس مكلف على تحملها، ولهذا يرى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون تشكيل الحكومة مؤجل من دون أن يحدد مهلة ذلك التأجيل.

وبانتظار ذلك تعمل الكتل على تجميع ″نفسها وحواصلها″، وتنشط باتجاه المستقلين لزيادة احجامها التي يكون مبالغاً فيها أحياناً كما حصل منذ ايام مع التكتل الجديد ″لبنان القوي″، ومع كتلة القوات التي راحت تعزف على وتر الرابع عشر من آذار المنتهية صلاحيته على انها تجمع مع كتلة التقدمي الاشتراكي 47 نائباً، بينما ينتظر الجميع كيف ستتموضع كتلة المرده وكيف ستكون حصتها!.

مواضيع ذات صلة:

  1. القوات اللبنانية المزهّوة بكونها رأس الحربة!… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal