بدت زغرتا وكأنها في عرس شعبي، واحتفل الناخبون مع مرشحيهم قبل ان تقول اقلام الاقتراع كلمتها فالزغاريد رافقت كل مرشح خلال الادلاء بصوته وان كان حجم الاستقبال فاق كل تصور لحظة اقتراع رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه، فيما توقف المواطنون صفين على الطرقات لملاقاة مرشح المرده طوني فرنجيه الذي سار بين الاهالي والتقط معهم الصور التذكارية وكانت المبروك تسبق اي كلمة اخرى.
عملية الاقتراع انطلقت صباحا ببطء غير معهود في زغرتا لتعود فتنشط ظهرا ولترتفع نسبتها مع ساعات العصر الاولى وسط نقل مباشر لنسب الانتخاب عبر الماكينة الانتخابية لتيار المرده الذي وضع شاشة عملاقة في باحة قصر الرئيس سليمان فرنجيه ليتمكن المواطنون من متابعة مجريات العملية الانتخابية لحظة بلحظة فيما تحولت مؤسسة المرده الى خلية نحل لمتابعة اي خلل على الارض وتأمين مستلزمات العملية لوجستيا.
في زغرتا تنافس12 مرشحا عبر اربعة لوائح انتخابية برز من بينهم طوني فرنجيه كوجه جديد يدخل السباق الانتخابي فيما برز ايضا ترشيحات حزبية لاحزاب لم يكن لها مرشحون في دورات سابقة اضافة الى بروز مرشحين من خارج زغرتا المدينة وذلك وسط اجواء مقبولة نسبيا قياسا على الاجواء المشحونة التي كانت ترافق الاستحقاقات النيابية السابقة في وقت انسحب فيه الدكتور قيصر معوض من المعركة في حين اعلن النائب السابق جواد بولس تجيير اصواته لميشال معوض فيما اعلن المرشح زياد مكاري تجيير اصواته لطوني فرنجيه.
وفيما عكست مجريات الارض تقدما لافتا لفرنجيه وحلفائه الا انه من المتوقع ان يتم خرق لائحة معا للشمال ولبنان بمرشح يبدو انه سيكون رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي سيتمكن من دخول قبة البرلمان للمرة الاولى خائضا معركته تحت عنوان “كسر الاحتكار” في حين خاض القوات معركة اثبات حجمها في هذا القضاء الذي كان عصيا عليها في وقت سابق ليختار حزب الكتائب ان يرشح حزبيا للمرة الاولى في هذا القضاء في حين بات من المؤكد ان حظوظ المجتمع المدني تراجعت قياسا الى ما حصده في الانتخابات البلدية.
نحو 78 الف ناخب في قضاء زغرتا توجه اكثر من نصفهم الى صناديق الاقتراع لترتفع النسبة بنحو عشرة بالمئة عن انتخابات ال 2009 وسط تدفق لافت لناخبين من دول الانتشار لاسيما من افريقيا حيث يحكى عن طائرتين حطتا في مطار بيروت في اليومين الماضيين وعلى متنهما عشرات الناخبين استقدمتهم احدى الشخصيات المتمولة في المنطقة على حسابها.
في هذه الانتخابات كل واحد من المرشحين ستتظهر قدرته وحجمه الحقيقي وسيكون الصوت التفضيلي هو الفيصل فيها على ما يقول احد المراقبين الانتخابيين الذي يتوقع فوزا وازنا لفرنجيه باربعة مقاعد فيما يعتبر ان القوات ستحصد ثلاثة مقاعد مع ارجحية فوزها بالرابع في حين سيكون من نصيب التيار الوطني الحر ومعوض حاصلين بشق النفس لاسيما اذا لم تصب اصوات تيار المستقبل لصالحهما كما هو متوقع.
لزغرتا خصوصيتها في كل استحقاق وعصبيتها الزغرتاوية فكيف بهذا الاستحقاق الذي يعتبر احد الابواب التي تعبد الطريق امام رئاسة الجمهورية وفق قانون بات فيه الحليف خصما وبات الخصم حليفا وارتفع فيه سقف التخاطب الانتخابي ليلامس المحظورات فيما شكلت مواقع التواصل الاجتماعي الشعرة التي قصمت ظهر البعير بمفردات ومرادفات تخطت الحد المقبول باشواط واشواط.
يبقى انه من الجدير القول ان زغرتا في يومها الانتخابي الطويل سارت العملية الانتخابية فيها كما كل المرات بهدوء لافت ووسط جو من التنافس الديمقراطي والالفة بين مندوبي المرشحين الذين لم يسجلوا اي مخالفة تذكر .