خاص ـ سفير الشمال
كثرت الأقاويل والشائعات حول الاعتصام الذي نفذه أهالي القلمون بعد ظهر أمس بدعوة من عائلة زكا، تضامنا مع إبنهم نزار زكا الموقوف في إيران، خصوصا بعدما إستغل ″تيار المستقبل″ الاعتصام الانساني لأغراض سياسية، وسعى عبر ″جيشه الالكتروني″ الى تشويه مضمونه باستخدامه ضد الرئيس نجيب ميقاتي الذي لبى دعوة العائلة وشارك في الاعتصام تعبيرا عن تضامنه.
عندما دعت عائلة زكا الى الاعتصام تم الاتفاق مع جميع الأطراف على عدم رفع أي علم أو شعار حزبي والاكتفاء بالصور المرفوعة للموقوف نزار على الأوتوستراد الدولي، ووجهت عائلة زكا الدعوة الى الرئيس نجيب ميقاتي الذي وعدها بتلبية دعوتها، كما دعت تيار المستقبل، والجماعة الاسلامية التي مثلها الدكتور وسيم علوان.
مع بدء الاعتصام فوجئ المنظمون بعدد من أنصار المستقبل إنضموا الى المعتصمين ورفعوا أعلام تيارهم وبدأوا بالهتاف للرئيس سعد الحريري، الأمر الذي أثار حفيظة المشاركين الذين إلتزموا برغبة عائلة زكا بعدم رفع أي شعار سياسي، معتبرين أن ″المستقبل″ خرق الاتفاق بغير وجه حق.
مع وصول الرئيس نجيب ميقاتي الى القلمون سارع عدد كبير من الأهالي الى إستقباله برش ماء الزهر ورافقوه مع رئيس البلدية طلال دنكر والمخاتير والمشايخ وعدد من وجهاء وفاعليات البلدة الى مكان الاعتصام، ما دفع أنصار المستقبل الى رفع وتيرة هتافاتهم وسط غضب من المنظمين والأهالي، في حين تابع ميقاتي إلقائه التحية على المعتصمين، وصولا الى المكان المخصص لالقاء كلمته التي عبر فيها عن تضامنه مع نزار زكا وعائلته، موجها التحية الى أهلنا الأحباء في القلمون، داعيا الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية بالذات، لأن تقوم بجلاء الحقيقة حول هذا الموضوع، وتبيان الحق، راجيا الله أن يفك أسر نزار ويعيده إلى أهله وذويه، مؤكدا وقوفه الدائم الى جانب القلمون.
وخلال إلقائه كلمته حاول أنصار المستقبل مقاطعته بالهتاف لسعد الحريري، فتلقف ميقاتي ذلك، وطالب الحريري بالسعي الى الافراج عن زكا ومعالجة هذه القضية، ثم بعد ذلك إستمع الى شقيقة نزار عن معاناته في سجنه، فأبدى تأثره وتعاطفه مع العائلة، ثم تسلم من إحدى نساء البلدة ماء الزهر فشرب ثم نثر بعضا منها على المعتصمين وغادر المكان.
بعد إنتهاء الاعتصام فوجئ المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر تيار المستقبل صورة للرئيس ميقاتي عندما كانت متأثرا بسماع شقيقة نزار زكا، تعليق بأن ميقاتي كان ممتعضا من وجود المستقبل في الاعتصام، الأمر الذي أثار ردود فعل شاجبة في القلمون نفسها وخصوصا من المشاركين.
وقال أحد المشاركين في الاعتصام لـ″سفير الشمال″: ″لقد شارك الرئيس ميقاتي بمحبة وغادر المكان بمحبة، والجميع يشكرونه على وقفته الى جانبهم، وما قام به تيار المستقبل هو دليل إفلاس يعبر عن الأزمات التي يعاني منها″.
ولاحقا أصدر المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بيانا جاء فيه: ″عمد تيار المستقبل كعادته، عبر بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الى اختراع كلام منسوب الى دولة الرئيس نجيب ميقاتي في الوقفة التضامنية في بلدة القلمون مع ابنها نزار زكا الموقوف في ايران، وان ما يتم تداوله لا يتعدى الاكاذيب المكشوفة والدس الرخيص، ومحاولة للتعمية على تثمين اهالي القلمون حضور دولة الرئيس ميقاتي والمواقف التصامنية التي اعلنها، واهالي القلمون شهود على ذلك. وفي كل الحالات فان حبل الكذب قصير ولا صدقية لمطلقي الشائعات ومروجيها، فاقتضى التوضيح″.
كما نفى مكتب المرشح عن المقعد السني في طرابلس على لائحة ″العزم″ توفيق سلطان، في بيان،″تصريحا منسوبا اليه ورد على إحدى الصفحات المشبوهة والمعروف من يديرها ويحركها″. ونقل عن سلطان قوله: ″لم اعلق نهائيا على ما ورد حول زيارة الرئيس ميقاتي للقلمون، واكتفي بالنفي الصادر عن مكتبه والذي أكد فيه ان لا صحة لما نسب اليه من كلام تمت فبركته على أيدي أصحاب الفتنة وصبية الأجهزة″.
أما عائلة زكا فقد أصدرت بيانا شكرت فيه الرئيس ميقاتي على تلبية دعوتها من دون أية شروط، وأشارت الى أنه عندما علم بأن بعض التيارات ستكون موجودة مع شعاراتها وهتافاتها لم يتخلف، بل قال سأحضر لأن قضية نزار قضية إنسانية وأخوية وليست قضية انتخابية وكل إنسان يفعل ما يحلو له.
وقالت العائلة: حضر الرئيس ميقاتي في الوقت المحدد ورغم استقباله من عامة أهالي البلدة برئيس بلديتها ومختاريها ومشايخها وفعاليتها بالترحيب، إلا أن البعض استقبله بهتافات معاكسة ورغم ذلك تابع المسير بابتسامته وسلامه للجميع، ولما بدأ بكلمته تابعوا الهتافات فخاطبهم بكل أدب مطالبا إياهم بالتكامل والتعاون مع من يمثلون من اتجاه سياسي وطالب الدولة ولا سيما وزارة الخارجية بمتابعة الموضوع بكل جدية.
وختمت العائلة: ″نشكر دولة الرئيس ميقاتي على حضوره ونشكر الجميع على امل ان تبقى قضيتنا إنسانية بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية″.
مواذيع ذات صلة:
