اول استقالة من هيئة الاشراف على الانتخابات.. ما هي اسلحة السلطة في الترغيب والترهيب؟…عمر ابراهيم

لم يعد الحديث عن تدخلات اجهزة الدولة ومؤسساتها الخدماتية وعجز هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية في وضع حد لهذه التجاوزات الهادفة الى ترجيح كفة فريق سياسي على حساب فريق اخر في الانتخابات مجرد اتهامات او كلام لشد عصب الجمهور وتسجيل نقاط على الخصوم، فالامر خرج الى العلن وباتت الضغوطات تمارس على ″المكشوف″، وهو ما كشفت عنه مواقف بعض القيادات السياسية في طرابلس والمنية وعكار على وجه الخصوص، حيث يخوض تيار المستقبل معارك “كسر عظم” مع خصومه، بالاضافة الى ما يتردد عن دخول التيار الوطني الحر الى خط تجيير هذه الاجهزة والمؤسسات لخدمة حملاته الانتخابية.

وتتخذ هذه التدخلات اشكالا متعددة بدءا باستدعاءات او اتصالات تحمل طابع الترغيب والترهيب، وصولا الى ″نبش″ الماضي لبعض المفاتيح الانتخابية او رموز العائلات، مرورا بالاغراءات المالية او الخدماتية من قبل بعض مرشحي لوائح السلطة، لجهة تشريع بعض المخالفات ومعالجة محاضر ضبط عن مخالفات بناء او سرقة كهرباء وكل ما تصل اليه ايدي هؤلاء المرشحين داخل الوزارات التي لهم سطوة عليها، فضلا عن مهمات مرور وحمل سلاح ورخص زجاج داكن، وبينهم التغاضي عن بعض المرتكبين والمخالفين لا سيما السيارات التي تجوب الشوارع وتطلق اصوات سيارات الاسعاف وهي تنتشر بكثافة وتظهر خلال مواكب المرشحين، وتثير استياء المواطنين داخل منازلهم وتخلق ارباكا في الشوارع، خصوصا ان اصحابها يستعرضون طوال الوقت بسياراتهم في الازقة والشوارع، غير ابهين بالازعاج الذي يتسببون به ولا بملاحقات الجهات المعنية.

lakis

هذه الممارسات وعدم معالجتها او الحد من تفاقمها دفعت ممثلة المجتمع المدني في هيئة الاشراف على الانتخابات سيلفانا اللقيس الى تقديم استقالتها “كي لا اكون شاهدة زور على عجز هيئة الإشراف على الإنتخابات عن اداء مهامها”، وحملت بعض المرشحين المستهدفين بشكل مباشر من هذه الممارسات في الشمال، الى اعلاء الصوت ، لكن دون ان يلقى ذلك اذانا صاغية لدى المعنيين، وهو ما اعتبره البعض انه السلاح الوحيد والفعال بايدي لوائح السلطة لتعويض تراجعها الشعبي وسد عجز نقص الاموال لدى البعض، ممن كانوا اعلنوا انهم سيخوضون من دون اموال.

وكشفت معلومات عن غطاء اعطي لبعض البلديات في المنية وعكار والضنية لتسهيل طلبات المواطنين المحسوبين على فريق سياسي معين، وغض الطرف عن مخالفاتهم او تلك التي سيقومون بها، والمتمثلة بعمليات البناء غير الشرعية، او عمليات الاستصلاح داخل الاراضي الزراعية او المشاع.

وكان المرشح على لائحة “العزم” توفيق سلطان اتهم جهات لم يسمها بانها تهدف الى ترهيبه من خلال وضع قنبلة قبل ايام على مقربة من منزله في الميناء، “حيث قال”الرسالة وصلت”، وكذلك زميله على اللائحة النائب السابق كاظم الخير، الذي اشتكى ايضا من هذه التدخلات وغيرهما من المرشحين على لوائح اخرى، وقد جاء موقف الرئيس نجيب ميقاتي خلال مهرجان شعبي في منطقة القبة بطرابلس اكثر وضوحا وتعبيرا عن حجم هذه التدخلات، حيث حذر من الضغوط والتدخلات الامنية والادارية والقضائية التي تجري من قبل السلطة على الناخبين″ مشددا على أنه ″سيكون لنا موقف في حال بقي الأمر على ما هو عليه″، لافتا النظر الى ان “ما نراه اليوم من ضغوط من قبل السلطة، مرفوض تماماً، ولم نر مثيلاً له أيام الانتداب، ولا أيام ما بعد الاستقلال، ولا في عهد الوصاية، ولكن يحز بقلبنا أن نراه في عهد الإصلاح”.

Post Author: SafirAlChamal