أي فتنة يدفع اليها ″تيار المستقبل″ خصومه؟… عمر ابراهيم

من الواضح ان تحالف ″تيار المستقبل″ مع ″حزب الله″ في حكومة واحدة وما رافق ذلك من تنسيق في ملفات أمنية وعسكرية وسياسية، لم يدفع ″التيار″ الى التطبع ببعض ايجابيات الحزب، بل على العكس فان ″المستقبل″ على ما يبدو إستفاد هذه الفترة من سلبيات كانت تؤخذ على الحزب منذ 7 أيار وحتى يومنا هذا، وهي ″الميلشياوية، التي باتت اليوم سلاحه الفعّال في مواجهة حالة التراجع الشعبي في بعض المناطق، بالاضافة الى سلطته داخل مؤسسات الدولة الامنية والخدماتية.″

″تيار المستقبل″ الذي كان يُظهر نفسه على أنه الضحية وانه يعيش وأهل العاصمة بيروت تحت تهديد اصحاب القمصان السود، ها هو اليوم يحاول تقليد هؤلاء بـ″قمصان زرقاء″ عله يُرعب خصومه السياسيين في العاصمة وبقية المناطق اللبنانية، في لعبة يُخشى من تداعياتها على السلم الأهالي بين ابناء الطائفة السنية تحديدا، في ظل إستعراض القوة والاعتداءات الذي يقوم به حصرا في المناطق السنية وضد مرشحين من الطائفة السنية، فهل يسعى الى تطيير الانتخابات من خلال فتنة كبيرة؟، ام أنه يبحث عن دماء لاستثمارها في الانتخابات؟.

أسئلة وغيرها كثير باتت مشروعة، في ظل تكرار الاشكالات التي يرتكبها أنصار ″المستقبل″، ومنها الاشكال الذي حصل مطلع الأسبوع في فندق ″كروان بلازا″ في الحمراء، بعدما اقدم مناصروه على الاعتداء، على عناصر أمن الفندق وتحطيم بعض محتوياته وترهيب النزلاء فيه، ما اضطر ″المستقبل″ الى إلغاء الاحتفال .

هذا الأشكال الذي لم يعرف ان كان تم توقيف اي من مرتكبيه، تبعه اشكال ثان قبل يومين، عندما اقتحم مناصرو المستقبل حاجز قوى الامن الداخلي المولج بحماية الاحتفال الذي كان يقام في البيال، ما ادى الى مواجهات واضطرار عناصر الامن الى اطلاق الرصاص وإصابة اربعة أشخاص.

ومع الحادثتين اكتفى المستقبل بإصدار بيانين توضيحيين لما حصل وفق وجهة نظره، ويدعو من خلالهما الى اجراء تحقيق شفاف، من دون معرفة ما انتهت اليه التحقيقات وان كان هناك من موقوفين من المشاغبين الذين يبدو أنهم أصبحوا فوق القانون، لا سيما أن هذه التصرفات لم تتوقف واستمرت على شكل نزع وتمزيق صور مرشحين من طرقات بيروت وغيرها من المناطق، وإصدار بيانات تحريضية ضد المرشحين واُخرى تخوينية، تصل الى حد هدر الدماء، وهو ما تجسد ليل امس حيث حاول مناصرو المستقبل في طريق الجديدة اقتحام منزل  مرشح لائحة كرامة بيروت في دائرة بيروت الثانية محمد القاضي بعد محاصرته واطلاق الرصاص في محيطه.

محاصرة منزل القاضي لم تنته عند هذا الحد، حيث ما ان وصل المرشح على اللائحة رجا الزهيري، وحاول تهدئة الحشود حتى إعتدوا عليه بالضرب واضطر الى الدخول الى المنزل الذي اشتد الطوق عليه وحاول الشبان اقتحامه وهددوا بإحراق من فيه، قبل أن يصل الجيش ويعمل على إخراج المحاصرين الذين تعرضوا للضرب ونقل نجل الزهيري الى المستشفى للعلاج.

هذه الحادثة لاقت استياءً عارما في بيروت، وخلقت حالة من الخوف من تكرار هكذا تصرفات وإمكانية ان تؤدي الى فتنة في الشارع السني خصوصا، من صيدا الى بيروت وطرابلس وعكار وغيرها من المناطق التي يسعى المستقبل الى استعادة حضوره عبر استخدام كثيرا من الترهيب وقليلا من الترغيب.

ويؤكد مصدر متابع أن المستقبل الذي صدم في مناطق عدة بتراجع حالته الشعبية، يفقد مناصروه أعصابهم تدريجيا مع إقتراب موعد الاستحقاق، وهم باتوا يتصرفون بطرق “ميلشياوية”، مستفيدين من سياسة ضبط النفس التي يعتمدها خصومهم.

ويضيف المصدر: يبدو أن المستقبل إما فقد السيطرة على كل مناصريه، أم إن خطابه التحريضي يدفعهم الى هذا الاتجاه، والاخطر من ذلك أن من يقوم بهكذا تصرفات لا يخشى من المحاسبة، او ربما يكون هناك من وفر له الغطاء من أجل مواصلة سياسة ترهيب الخصوم، غير آبهين بخطورة هذه التصرفات وبمدى التزام الخصوم بسياسة ضبط النفس والحد من ردات فعل جمهورهم التي قد تكون اكبر بكثير مما يتخيل من يسعى الى هذه الفتنة.

مواضيع ذات صلة :

Post Author: SafirAlChamal