عكار: مرشحون لدخول البرلمان.. وآخرون لتأمين الأصوات… عمر إبراهيم

لا يزال المشهد الانتخابي في دائرة الشمال الاولى (عكار) يلفه الكثير من الغموض وسط تضارب في التقديرات حيال حصة كل لائحة من المقاعد النيابية السبعة، التي كانت خلال دورتين متتاليتين حكرا على تيار المستقبل، قبل ان يجد نفسه اليوم وفي ظل القانون النسبي والصوت التفضيلي، مضطرا لخوض معركة ضارية للحصول على حصة من هذه المقاعد.

هذا الغموض يصاحبه برودة لافتة في حركة الماكينات الانتخابية التابعة للوائح الست المتنافسة ومن بينها ماكينات اللوائح الاساسية، لائحة ″الخرزة الزرقاء″، ولائحة ″القرار لعكار″ التي يرأسها النائب السابق وجيه البعريني، فضلا عن لائحة ″عكار القوية″ التي تضم تحالف التيار الوطني الحر والجماعة الاسلامية والنائب السابق محمد يحيى.

اما سائر اللوائح الثلاثة، فانه وفق كل التقديرات تجد صعوبة في بلوغ عتبة المنافسة مع اللوائح الاساسية، وان كانت حالة الوزير السابق اشرف ريفي ما تزال تثير الكثير من التساؤلات عن امكانية ان تشكل مفاجأة، لا سيما انه خلال اعلان لائحته لبنان السيادة قدم استعراضا شعبيا لا يستهان به، لكنه وفق متابعين غير كاف في المدى المنظور لجعله منافسا قويا للوائح الاساسية داخل المحافظة التي اختلطت فيها الكثير من الاوراق الانتخابية، وما تزال قوى السلطة تخفي الكثير من اسلحتها التي قد تظهرا فجاة في حال شعرت بالخطر الداهم، من اللوائح المنافسة لاسيما الوزير ريفي الذي باتت مواجهته عنوانا اساسيا لمنعه من الحصول على مقعد نيابي في عكار لما لذلك من اعتبارات سياسية حساسة بالنسبة “للمستقبل”، وعليه فان كل الاسلحة من مال انتخابي وضغوط أخرى قد تمارس لقطع الطريق عليه، وللتضييق على الاخرين للحد من انتصاراتهم، وتحديدا النائبين السابقين وجيه البعريني ومحمد يحيى.

في خضم هذا الارباك الكبير الذي تعيشه عكار قبيل شهر تقريبا من موعد الانتخابات، وبانتظار ان تطلق ماكينات اللوائح عملها الفعلي على الارض، القائم على الخدمات والمشاريع والاموال والرشاوى الانتخابية، يدور في الكواليس، احاديث عن أموال طائلة رُصدت من قبل لائحة الخرزة الزرقاء، ولائحة عكار القوية، وهي ستكون من اهم الاسلحة التي ستستخدم للحصول على اكبر عدد من اصوات الناخبين البالغ نحو 280 الف ناخب، ومنهم ناخبون داخل سوريا او اصوات ناخبين محسوبين على النظام السوري، حيث يسارع بعض المرشحين للحصول عليهم ومن بينهم النائب السابق محد يحيى، والنائب السابق وجيه البعريني، ومرشح لائحة “الخرزة الزرقاء” محمد سليمان، الذي يتردد ان اختيار المستقبل له دون سواه من مرشحي العشائر العربية يعود لسببين الاول قدراته المالية الكبيرة، وقاعدته الشعبية في وادي خالد والمشاتي، بالاضافة الى أمور اخرى يستخدمها خصومه ضده، وهي علاقته مع بعض اركان النظام في سوريا، وبالتالي قدرته على تجيير أصوات سورية الى لائحته الزرقاء، إضافة الى إمكانية تأمينه سلسلة مشاريع لحلفائه داخل سوريا في مرحلة الاعمار ما بعد انتهاء الحرب.

إضافة الى كل ما تقدم، يتحدث البعض عن مغريات أخرى، منها الوظائف في مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية على وجه الخصوص، فضلا عن تسهيلات أخرى تعطى لبعض البلديات لتلبية “احتياجات” المواطنين من تامين رخص بناء والتساهل مع المخالفات، ومنح رخص تسهيل مرور وزجاج حاجب للرؤية.

يبدو واضحا أن الصراع الانتخابي في عكار لن يكون بين الخصوم المتنافسين على الحواصل الانتخابية، بل ثمة صراع على الصوت التفضيلي ضمن اللائحة الواحدة، وهو امر يظهر جليا في لائحة “الخرزة الرزقاء”، التي يحاول من يتحكم بمفاتيح التصويت لها، تجيير الأصوات الى مرشح دون سواه، لضمان فوز الاقرب الى تيار المستقبل والمضمون إلتزامه بعد الانتخابات، وهو ما انعكس على بعض المرشحين وخصوصا محمد سليمان، الذي يخشى  بعض أنصاره من ان يستخدم رافعة إنتخابية، وممول للائحة، من دون أن يكون هناك رغبة زرقاء في إيصاله الى الندوة البرلمانية.

Post Author: SafirAlChamal