أشرف ريفي يستعرض قوته في طرابلس… عمر ابراهيم

بعيدا عن لغة الأرقام والغوص في كيفية احتسابها من قبل هذا الفريق او ذاك، فان ما قدمه اللواء أشرف ريفي خلال إعلان لائحته في دائرة الشمال الثانية في طرابلس، لا يمكن القفز فوقه او تجاوزه دون الحديث عن الأسباب التي جعلت هذا الرجل نجما على شريحة من جمهور “المستقبل” كان الحاضر الابرز في الساحات لدرجة دفع أحد المتابعين الى التعليق بالقول “لولا صور اللواء ريفي لظننت نفسي في مهرجان للمستقبل”.

باختصار حضر ريفي الى باحة فندق “الكواليتي ان” وأعلن اسماء مرشحيه الـ 11على اللائحة، بحضور مرشحي “لبنان السيادة” من سائر مناطق لبنان، وكان سبقه جمهور كان حتى الامس القريب يرقص ويتمايل في ساحات “المستقبل” ويهتف باسم الرئيس سعد الحريري، قبل ان يثور مع “قائده” على نهج وسياسات زرقاء أطاحت بكل الثوابت وحولت الحليف الى عدو وبالعكس، وهو ما تختزله تصريحات قادة “المستقبل” بحق ريفي، والذي لم يقصر بالرد عليهم وبشكل عنيف خلال إلقاء كلمته.

بدا الوزير ريفي يعيش نشوة الانتصار عند اعتلائه المنصة، فالجمهور الغفير غير المتوقع، أحاط به، دون حماية كافية من الأجهزة الامنية التي كان لافتا عدم إعطاء المهرجان والحضور حقهم في الامن رغم عدم حصول أية إشكالات تذكر.

شعور الوزير ريفي بما حققه من “إنجاز” بعد إكماله لصورة لائحته الانتخابية على مساحة لبنان، ربما زادت من ثقته بنفسه وأعطته جرعة قوة إضافية لم تكن تنقصه لكنها ظهرت أكثر وهو يتحدث عن خصومه في لبنان وخارجه وعن ثقته بالفوز وبقلب المعادلات وتغيير الواقع. 

وقبل الدخول في تفاصيل المهرجان، يمكن القول ان ما سعى اليه ريفي نجح في تحقيقه على أرض الواقع، حيث قدم استعراض قوة في شوارع المدينة، ردا على ذلك العرض الذي قدمه “المستقبل” خلال إعلان لائحته من مركز الصفدي بحضور الرئيس الحريري، والذي تخلله كلام طال الوزير ريفي الذي عض على الجرح حينها، ورد الصاع صاعين أمس، لاسيما ان المواكب الشعبية صالت وجالت امام مركز الصفدي علّ كاميراته تسجل الصور عن حجم جمهوره.

وبالعودة الى تفاصيل المهرجان، كان واضحا ان الوزير تجنب تسمية الرئيس الحريري بشكل مباشر، وان كان غمز من قناة تعاونه مع حزب الله وتحوله الى ساعي بريد، لكنه في المقابل صوّب نيرانه بشكل مباشر على وزير الداخلية نهاد المشنوق ومعه وزير الخارجية جبران باسيل، من دون ان ينسى تذكير البعض بما يمكن ان يجري من تزوير في الانتخابات، وهذا ما يخشاه ربما هو وغيره، لكنه هو اول من أفصح عنه علانية، وهو أمر إما نابع من معطيات لديه او بسبب استشعاره بحجم الارباك الذي سببه “للمستقبل” وما يمكن ان يحضّروه له لتحجيمه او للقضاء عليه سياسيا.

يرى مراقبون ان “المستقبل” أصيب بخيبة أمل، وانه يحق للوزير ريفي ان يحتفل بما حققه، فالرجل محاصر، وهو واجه حملات اعلامية اوحت للمتابعين ان يلفظ انفاسه الاخيرة في السياسة، او انه على حافة الهاوية، لكن يبدو ان الرقص على هذه الحافة هي من سمات الوزير ريفي الذي عاد وبقوة فاجأت الخصوم الزرق، من دون ان يعني ذلك انه اكتسح المشهد الانتخابي في الدائرة، الا انه اثبت انه منافس جاد وسيبقى في مواجهة خصمه اللدود “تيار المستقبل” الذي تنازل عن الثوابت”، الامر الذي ربما سيدفع “التيار” الذي أفرط بتفاؤله بنهاية الحالة “الريفية” الى اعادة حساباته والى تنظيم قياداته مزيد من الجولات الميدانية في طرابلس واقضية الشمال لاحتواء ما أمكن وإعادة هذا الجمهور المتفلت قبل فوات الاوان.

Post Author: SafirAlChamal