هل العلويون لبنانيون؟… عمر إبراهيم

مع كل استحقاق انتخابي يجد أبناء الطائفة العلوية في طرابلس وعكار أنفسهم أمام إمتحان تأكيد الولاء والانتماء لوطنهم لبنان، ويبدأ القصف على جبهتهم بكل الاسلحة المباحة من قبل الفريق الذي يدعي علانية العداء لسوريا وحزب الله، وتحديدا “تيار المستقبل”، الذي يسعى للحصول على اصواتهم بالسر في حين يهاجمهم علانية من باب الغمز من قناة النظام السوري.

لم تشفع لهذه الطائفة عند هذا الفريق كل محاولاتها لاثبات هويتها الوطنية وتاكيدها على العيش المشترك مع محيطها الذي تتشاطر معه في طرابلس الفقر والحرمان، وان كان هناك من داخل هذه الطائفة من يدينون بالولاء للنظام في سوريا على غرار كل الطوائف المتواجدة في لبنان، والتي تضم في صفوفها مؤيدين للسعودية وايران وغيرهما من الدول.

يشعر ابناء هذه الطائفة التي يتوزع ابناؤها بين قرى عكار وجبل محسن والكورة واحياء في طرابلس، انهم متهمون بالخيانة لوطنهم حتى يثبت العكس، او بالاحرى فان كل من يعلن منهم ولاءه لتيار المستقبل على وجه الخصوص، يحصل على شرف الانتماء الوطني، ومن يبقى في المقلب الاخر او يقف على الحياد فهو “عميل للنظام السوري، ولا يستحق الهوية التي يحملها في لبنان”.

في الانتخابات الحالية سعى ابناء الطائفة العلوية في طرابلس على وجه الخصوص الى ممارسة حقهم الديمقراطي والى اختيار مرشحيهم للوائح التي تمثل طموح كل منهم، لا سيما ان هذه الطائفة تعيش منذ الخطة الامنية في جو من الانفتاح على محيطها بعد مغادرة المسؤول السياسي للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد ودخول أطراف سياسية وحزبية عليها بعدما كان الامر حصرا بالحزب.

لكن مساعي ابناء هذه الطائفة لم تجنبهم حملات التشهير والانتقاد، حيث تحول كل المرشحين الى “عملاء” باستثناء مرشحة لائحة “الخرزة الزرقاء”، ليلى تيشوري، وبدأ الهجوم على هؤلاء المرشحين من باب علاقتهم برفعت عيد والنظام السوري، علما ان القاصي والداني يعلم ان لا يوجد شخص من ابناء هذه الطائفة لا تربطه صلة قرابة مع اشخاص في سوريا، وحتى ان منهم من خدم في الجيش السوري او رفع رايته انطلاقا من الواقع السياسي الذي يعيشه لبنان، وحدّة الانقسام الذي يشهده بين مؤيد لهذا الفريق او ذاك.

الحرب على أبناء الطائفة العلوية تشتد يوما بعد يوم، وكل صوت يطلق ضد النظام السوري تصوب فيه اصابع الاتهام الى الشيخ والطفل والامراة عند العلويين، علما ان اصواتهم في صناديق الاقتراع في العام 2009 كانت بردا وسلاما على الوزير السابق محمد الصفدي الذي حصل عل حصة الاسد من هذه الاصوات، ولم تكن حينها اصوات سورية، اما اليوم فالحملة عليهم تتعاظم ومن مركز الصفدي الذي تحدث فيه الرئيس سعد الحريري متهما بقية اللوائح بانها صناعة سورية، سرعان ما تلقف الكلام بعض ابناء الطائفة العلوية وشعروا انه موجه ضدهم.

لكن ما يحز في نفس ابناء الطائفة العلوية ان الكل يريد اصواتهم التي باتت اليوم بمعظمها متحررة من اي التزام، ولكن لا احد يريد ان يتحدث معهم بشكل علني ويصار الى التواصل معهم سرا، وكأن التعاطي معهم أصبح تهمة، وهو ما دفع بعض الغيورين منهم الى رفع الصوت، باننا مواطنين لبنانيين وربما هناك طوائف تدين بالولاء لدول خارجية اكثر منا، ومن يريد التعاطي معنا فعليه ان لا يخجل من ذلك وان يزورنا في مناطقنا، لا ان يتم استدعاء شبابنا الى الفنادق او المكاتب بالسر، ومن ثم يتم القصف علينا واتهامنا بالعمالة.

Post Author: SafirAlChamal