إنتخابات طرابلس: إغراءات ″بيت الوسط″ تربك المجتمع المدني… غسان ريفي

ثلاثة أيام تفصلنا عن إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار المقبل، والمجتمع المدني في طرابلس ما يزال يتخبط بخلافاته، فلا هو إتفق على تشكيل لائحة موحدة تكون قادرة على المنافسة الجدية وعلى تأمين الحاصل الانتخابي لتحقيق الخرق بمرشح على الأقل، ولا أي من أطرافه نجح في تقديم لائحة مكتملة تمهيدا للانطلاق بالسباق الانتخابي، في وقت بدأت التيارات السياسية بوضع لمساتها الأخيرة على لوائحها التي من المفترض أن يتوالى إعلانها بعد إقفال باب الترشيح.

يبدو واضحا أن أكثرية المرشحين الذين يحسبون أنفسهم على المجتمع المدني، لا يؤمنون بلوائحه الانتخابية، حيث يسعى بعضهم الى إجراء الاتصالات سرا بالسياسيين بهدف الانضمام الى لوائحهم، وعند فقدانهم الأمل يعودون الى المجتمع المدني ويرفعون شعار التغيير وخوض المعركة الانتخابية ضد  الطبقة السياسية.

ولا شك في أن ماكينة “بيت الوسط” تلعب دورا هاما على هذا الصعيد حيث أن وعودها لبعض المرشحين أدت الى فرملة إنجاز لوائح المجتمع المدني، فتحرص تلك الماكينة على دعوة كثير من المرشحين للاجتماع بهم والاستماع الى طروحاتهم، وإيهامهم بأنهم سيكونوا على لائحة “تيار المستقبل” الأمر الذي يدفع هؤلاء الى التريث بانتظار القرار الأزرق بشأنهم، ما يؤكد أن لوائح المجتمع المدني لن تبصر النور، إلا بعد الاعلان النهائي عن كل اللوائح السياسية في دائرة طرابلس، الضنية والمنية.

كثيرة هي النماذج التي خرجت من “بيت الوسط” موعودة بأن يكون لها مقعدا على “لائحة المستقبل” ومن كل الطوائف، وكان آخرها النقيب نعمة محفوض الذي يتأرجح بين الانضمام الى لائحة المستقبل عن المقعد الأرثوذكسي، وبين الانضمام الى لائحة الشباب المستقلين التي من المفترض أن يكون رأس حربتها الى جانب عبدالحميد غندور، ويحيى مولود، ولورا صفير، وسامر فتفت وعلي الصمد، لكن محفوض آثر التريث، إلا أنه قدم طلب ترشحه أمس.

وتشير المعلومات الى أن إجتماعا عقد بين محفوض وبين أركان لائحة الشباب الذين أبلغوه بضرورة حسم قراره لأن الوقت يداهمنا ونريد إستكمال اللائحة تمهيدا لاعلانها، لكن محفوض أبلغهم أنه تلقى عروضا من ثلاث لوائح، طالبا مهلة أربعة أيام لحسم موقفه، لكن أركان اللائحة رفضوا ذلك وأعطوه مهلة لغاية مساء اليوم ليحسم أمره.

وتضيف المعلومات الى أن إسم محفوض بدأ يتردد على “لائحة المستقبل” التي يكاد يكتمل عقدها، لكن مصادر إستبعدت أن يكون ذلك صحيحا، خصوصا أن كل تاريخ محفوض النضالي كان في وجه السلطة الحاكمة التي يشكل “المستقبل” ركنا أساسيا فيها، وهذا ما دفع أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب خلال لقاء له في الميناء الى إبداء إستغرابه من “كيفية الجمع بين النضال ضد السلطة ثم الانضواء في لوائحها”.

في غضون ذلك بدأت نواة المجتمع المدني المستقل تكبر، بعدما إنطلقت بالمرشحين جمال بدوي وجورج شبطيني، حيث سجل إنضمام كل من فادي الجمل عن المقعد الأرثوذكسي، وهبة نجا مجذوب عن المقعد السني، ليرتفع العدد فيها الى أربعة مرشحين، إضافة الى “حزب سبعة” الذي ضم أربعة مرشحين هم: مالك مولوي، خالد تدمري، فرح عيسى، داني عثمان، إضافة الى إمكانية إنضمام حافظ ديب الذي حقق المركز الأول على المقعد العلوي في إستطلاع المجتمع المدني، فضلا عن ثلاثة لوائح مدنية أخرى يتم إعدادها من المفترض أن تبصر النور قريبا، إحداها برئاسة رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي الدكتور محمد سلهب.

أما على الصعيد السياسي، فإن الاتصالات تسير على قدم وساق من أجل إنجاز اللوائح، حيث يقول مطلعون على أجواء تيار المستقبل أن لائحته باتت شبه مكتملة وهي تضم عن المقاعد السنية: محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، وليد الصوالحي، شادي نشابة، إلا أن نشابة تعرض أمس لنكسة خلال الاستقبال الذي أعده لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري في التبانة حيث لم يكن الحشد الشعبي كثيفا، الأمر الذي قد ينعكس عليه سلبا، وعن المقعد العلوي بسام ونوس أو ليلى شحود التي تتقدم في السباق إنطلاقا من تجربتها الناجحة في مجلس بلدية طرابلس على مدار 12 عاما، وعن المقعد الأرثوذكسي رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء أنطوان حبيب الذي يشكل نموذجا عن تعاون التيار الوطني الحر مع المستقبل، وعن المقعد الماروني إبن البترون جورج بكاسيني الذي يعيد من خلاله تيار المستقبل تجربة إلياس عطالله وسامر سعادة في عامي 2005 و2009، وهما من خارج طرابلس ولم تكن تجربتهما ناجحة، ما سينعكس سلبا عليه. وفي الضنية سامي فتفت وقاسم عبدالعزيز، وفي المنية ما تزال الأمور غير محسومة، لكن النائب كاظم الخير يبقى الأوفر حظا.

بالتزامن يضع الرئيس نجيب ميقاتي اللمسات الأخيرة على “لائحة العزم” ويتابع إتصالاته لحسم إسم المرشح لمقعد المنية، وكذلك اللواء أشرف ريفي الذي قد تشهد لائحته تغييرات طفيفة في أحد المقاعد السنية العائد الى ناجي غمراوي، وفي المقعد الماروني مع طرح إسم الناشط على المستوى الوطني رفيق أبي يونس، أما الوزير السابق فيصل كرامي فقد أكد في تغريدة له على تويتر أنه يشكل لائحته بهدوء، وسيعلنها في مؤتمر صحافي وخلال أيام قليلة. 

Post Author: SafirAlChamal