عصابات السرقة المنظمة تنشط.. وتهدد أرزاق المواطنين… عمر ابراهيم

يعيش أبناء الشمال كسائر اللبنانيين حالة من الخوف المتزايد بسبب الارتفاع التدريجي في عمليات السرقة التي تتعرض لها ممتلكاتهم الخاصة بين الحين والآخر، وسط غياب المعالجات الجذرية من قبل السلطات المعنية وعدم نجاعة كل الإجراءات الوقائية المتخذة من قبل المواطنين في حماية أرزاقهم التي باتت عرضة للصوص الليل الذين يصولون ويجولون بحرية مطلقة ويغيرون بأساليب مختلفة على أهدافهم، في ظل معلومات عن وجود عصابات منظمة تدير هذه العمليات.

طرابلس كغيرها من المناطق اللبنانية التي تتضاعف المخاوف لدى أبنائها، خصوصا مع سهولة تحرك اللصوص وتنقلهم من منطقة إلى أخرى داخل المدينة التي تخضع لإجراءات منذ إنطلاق الخطة الأمنية قبل أكثر من عامين، وهو ما يطرح تساؤلات عن هوية هؤلاء الأشخاص وقدرتهم على تجاوز كل هذه الإجراءات من دون أن يتم توقيفهم، فضلا عن سبب عدم إعادة بلدية طرابلس صيانة كاميرات المراقبة التي كانت وضعتها في عدد من شوارع المدينة، وإن كانت وضعت في مكانها، خصوصا مع ما تردد عن أن عملية وضعها كانت بطريقة عشوائية ولم تراع المفاصل الحساسة، فضلا عن نوعيتها والتقنيات المتوفرة فيها، التي سرعان ما تبين انها غير صالحة بعدما توقفت عن العمل بعد فترة زمنية قصيرة من تركيبها، ما دفع البلدية الحالية الى إعداد مشروع لتركيب كاميرات جديدة.

المدينة التي عانت تداعيات جولات العنف السابقة على أمنها وإقتصادها ودفعت فاتورة غياب سلطة القانون وتفشي عمليات السرقة والسطو المسلح، كان أبناؤها تنفسوا الصعداء مؤخرا بعد تطبيق الخطة الامنية التي أفضت الى وقف كل اشكال الاقتتال ووضعت حدا لتفلت السلاح في الشوارع، الا ان ذلك لم يأت على السكان بالامن المطلق، حيث لا يكاد يمر يوم من دون تسجيل عملية سرقة لمتجر او منزل او سيارة، ودون حصول عمليات إحتيال وتزوير، بشكل يشبه عمليات السطو ولكن من دون سلاح.

وشهدت المدينة خلال اسبوع واحد عدة عمليات سرقة لسيارات فضلا عن سرقات لمحال تجارية، تزامنا مع سرقات مماثلة تشهدها مناطق في الشمال، على غرار الضنية وعكار والكورة والبترون وزغرتا، حيث تقدم بعض المتضريين بشكاوى في حين أن آخرين فضلوا عدم القيام بذلك لقناعتهم بان “من ضرب قد ضرب وهرب”.

ووفق المعلومات، فان غالبية عمليات السرقة استهدفت هذه المرة سيارات جرى سرقة بعضها بالكامل ونقلها الى اماكن اخرى، يرجح الى محافظة البقاع، بالاضافة الى سرقات طالت محتويات سيارات اخرى، وسط ترجيحات بان تتضاعف بسبب تفاقم الوضع المعيشي والاقتصادي”.

وتضيف المعلومات ″ان السرقات تنشط فجأة وتعود وتتراجع، في ما بدا على انه اشبه باسلوب الكر والفر، الذي يعتمده اللصوص الذين يستغلون حالة التراخي الامني بين فترة واخرى واطمئنان المواطنين، فيعمدون مجددا الى القيام بعمليات سرقة دفعة واحدة ومن ثم الاستراحة لحين تحين الفرصة المناسبة″.

Post Author: SafirAlChamal