هل يمكن أن تؤدي هذه الأسباب الى تطيير الانتخابات؟… غسان ريفي

مع دوي إنفجار صيدا الذي إستهدف القيادي في حركة حماس محمد حمدان وأدى الى إصابته، بدأت التحليلات حول تداعيات هذا الخرق الأمني الخطير على الساحة اللبنانية، خصوصا مع توجيه أصابع الاتهام الى العدو الاسرائيلي الذي يبدو أن شبكاته ما تزال ناشطة في لبنان، خصوصا أن العبوة الناسفة زُرعت في سيارة حمدان بفعل فاعل، وإنفجرت بمجرد أن فتح باب سيارته، ما يشير الى أن إسرائيل بدأت بتنفيذ التهديدات التي أطلقتها ضد المقاومين وفي مقدمتهم حركة حماس.

هذا الواقع معطوفا على ما كشفه وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل أيام عن أن الخلايا الارهابية في لبنان تعمل على إعادة تجديد نفسها كل ستة أشهر، أثار مخاوف كثيرة بين الأوساط اللبنانية على الوضع الأمني وإنعكاساته بشكل خاص على الانتخابات النيابية المقبلة التي تتأرجح بين الاجراء والتأجيل، بالرغم من تأكيد كل القيادات السياسية الأساسية بأنها ستجري في موعدها المحدد، لكن هذا التأكيد يبقى ″لزوم ما لا يلزم″ لدى اللبنانيين كونهم سمعوه وجرّبوه ثلاث مرات قبل ذلك، وكانت النتيجة ثلاثة قرارات تمديد، جعلت ″أصحاب السعادة″ يحتفظون باللوحات الزرقاء لخمس سنوات إضافية.

كثيرة هي الأسباب التي يرى فيها مطلعون أنها قد تؤدي الى تأجيل الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل، أبرزها:

أولا: شعور تيارات سياسية أساسية بأن خسارتها ستكون موجعة في حال أجريت الانتخابات وفق النسبية والصوت التفضيلي، لذلك فإنها تسعى الى التمسك بـ”شماعة” الاصلاحات المتعلقة بالبطاقة البيومترية والميغاسنتر(الاقتراع في مكان السكن) وإدخال تعديلات على القانون قد تفرض تمديدا رابعا.

ثانيا: رفض المملكة العربية السعودية للقانون الانتخابي الجديد جملة وتفصيلا، كونه من وجهة نظرها يؤدي الى “تمكين حزب الله من لبنان والسيطرة عليه بشكل كامل”، وهو أمر قد يجد فيه الرئيس سعد الحريري الذي يسعى الى إرضاء السعوديين مخرجا، خصوصا بعدما بات على قناعة أن هذا القانون لا يناسب تياره الأزرق، فضلا عن كلامه خلال اللقاءات التي يعقدها في بيت الوسط، بأن هذا القانون غير مفهوم.

ثالثا: الصراع السياسي المتنامي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول مرسوم الأقدميات والذي يرى فيه متابعون أنه قد يفتح باب الخلافات على مصراعيها في المستقبل القريب، ما من شأنه أن ينعكس سلبا على عمل الحكومة والمؤسسات الدستورية، وقد يطال بشكل أساسي إستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة.

رابعا: التطورات الاقليمية التي أكدت أن الوضع في سوريا لم يُحسم بعد، خصوصا بعد حصول المعارضة على أسلحة نوعية وقصفها العاصمة دمشق، وقاعدتين روسيتين، والتوتر الذي نتج عن ذلك بين تركيا من جهة وبين روسيا وإيران من جهة ثانية، ما من شأنه أن يعرض “النأي بالنفس” في لبنان الى الخطر في ظل إستمرار وجود حزب الله في سوريا، والخروقات المحلية اليومية التي يتعرض لها هذا الشعار.

يبقى الخطر الأمني الهاجس الأكبر لدى جميع اللبنانيين، إن لجهة قيام إسرائيل باعتداءات إضافية، أو في عودة نشاط الخلايا الارهابية، أو على صعيد إنفجار مخيم عين الحلوة بعد التضييق الكبير الذي يتعرض له، خصوصا أن المخيم أعطى نموذجا عسكريا مخيفا قبل أيام على أثر توقيف زوجة المطلوب بلال بدر.

تقول مصادر مطلعة: “إن هذه التطورات السياسية والأمنية محليا وإقليميا من شأنها أن تضع لبنان على فوهة بركان، وأن تعيد ترتيب الأولويات لدى أهل السلطة والحكم، وربما تتراجع الانتخابات النيابية بين ليلة وضحاها الى آخر سلم هذه الأولويات.

Post Author: SafirAlChamal