لليوم الثاني على التوالي، لم يوفر الشعب اللبناني بسياسييه ومثقفيه ومحازبيه وحتى المستقل منه خبر استقالة الرئيس سعد الحريري من تغريدات بعضها أخذ طابع ″الشماتة″ و″الحدة″ وبعضها الاخر أخذ طابع الموالاة والدفاع، وما بينهما من تعليقات ″طريفة″ حملت روح النكتة، واعطت مؤشرا عن وجود شريحة تنظر الى ما يدور حولها، على أنه فصل من فصول مسرحية هزلية تتعامل مع مجرياته على هذا الأساس .
ولعل غالبية الشعب اللبناني اطلع على التغريدات السياسية بشقيها المؤيد للاستقالة والمنتقد لها، والتي وصل بعضها الى درجة التجريح الشخصي او الاستهزاء، أو تلك المدافعة بشدة، لكن بعضا من هذا الشعب المغلوب على أمره قرر اغتنام الفرصة للتعبير عن استيائه على طريقته الخاصة، وأعطى فكرة عن قدرته على ابتكار “النكات” واطلاق المواقف ″المهضومة″ حتى في احلك الظروف، وان كان بعضها جاء من خلفيات سياسية ولكن بطريقة راقية، وكانت على قدر من المسؤولية التي لم يتحل بها بعض السياسيين في تعليقاتهم التي لامست الاستفزاز والتحريض.
وهكذا، إستمر النشاط المطرد لمواقع التواصل الاجتماعي في اليوم التالي لإعلان الرئيس الحريري عن تقديم استقالته، وكان لافتا تلك التعليقات الطريفة بعيدا عن الاستهداف الشخصي او التجريح او التطاول او حتى الدخول في حفلة المزايدات بين المؤيدين والمعارضين، الذين لجأ بعضهم ايضا الى اُسلوب “التنكيت” الذي كان مطعما بانتقادات حادة.
ومن التعليقات الطريفة التي تم رصدها أن ″الفنان راغب علامة كان على بعد أمتار من مكان إستقالة الرئيس الحريري″، وكذلك ″الفنان حسين الجاسمي ارحمنا، لكل بلد غنيت له صار فيه مصيبة، وهلق وصل دورنا بأغنية بحبك يا لبنان″.. ″طارت الانتخابات وراحت المئة دولار علينا″، ″وليد بيك: استقال مش استقال مبلى استقال″، ″مبارح كانت الحكومة سمن وعسل واليوم استقالت″.. ″الرئيس عون سيكلف النائب السابق مصباح الأحدب تشكيل الحكومة لأن والده عوني وإبنه عوني″، ″الرئيس عون يعتب على الحريري: معقول تستقيل وأنا ما معي خبر، رد الحريري: ورحمة بيي وأنا ما معي خبر″.. وصولا الى الأرمني الذي نقل عنه قوله: الحريري إستقالت.. فسئل مين بهية.. فأجاب لا إبن إختو..
