قبل موعده المعتاد، بسط الرداء الأبيض غطاءه فوق بلدات وقرى وسط وجرد الضنية، راسماً لوحة رائعة إشتاق إليها أهالي المنطقة وزوّارها منذ نهاية شتاء العام الماضي.
فلم يعهد الضناويون إلا في سنوات قليلة تساقط حبات البرد في مناطق يقارب إرتفاعها عن سطح البحر نحو 600 مترا في مثل هذه الأيام من السنة، إذ جرت العادة أن تتساقط حبات البرد في شهري نيسان وأيار من كل عام ملحقة بشكل أو بآخر أضراراً بالموسم الزراعي الذي تكون ثماره قد بدأت تعقد.
عصر يوم الجمعة، في 3 تشرين الثاني 2017، كان مختلفاً ومفاجئاً ورائعاً لمحبي فصل الشتاء تحديداً، إذ بدأت حبات البرد تتساقط بكثافة وسطاً وجرداً، ممزوجة مع أوراق الأشجار الخريفية الصفراء، حيث غطت أغلب الطرقات والشوارع والأراضي الزراعية والحرجية، وفي ساحات البلدات، وخصوصاً ساحة جمال عبد الناصر وسط بلدة سير عاصمة القضاء، التي ترتفع زهاء 950 متراً فوق سطح البحر، وفي محيط ساحة البركة في بلدة بقاعصفرين.
كما ترافق تساقط حبات البرد مع هطول أمطار غزيرة أدت إلى تشكل سيول على الطرقات، مصحوبة برعد وبرق، وسط تدن ملحوظ في درجات الحرارة.
هذا المشهد الرائع أعطى مؤشراً على أن فصل الشتاء قد بدأ فعلياً وجدّياً، وأن شتاء بارداً ورائعاً مقبل على أهالي الضنية الذين اشتاقوا لجلسات السمر حول مواقد الحطب والمازوت والغاز، في البيوت والمقاهي والمحال، لارتشاف الشاي الساخن أو تناول البطاطا والكستناء المشوية وغيرها، وتبادل أحاديث وآراء وقصّ حكايات ونوادر لن تنتهي إلا مع بزوغ فصل الربيع.