سراي الحرمان شاهد على وعود حكومات الانماء

قد لا يحتاج الرئيس سعد الحريري ووزراء حكومته الذين سيجتمعون في سراي طرابلس يوم الخميس المقبل للبحث في مشاريع المدينة، الى كثير من الجهد ليكتشفوا مكامن الحرمان والاهمال فيها، خصوصا أن ″المكتوب يُقرأ من عنوانه″، والسراي هي مركز الدولة وعنوانها وواجهتها، وهي بحالة يرثى لها، الى درجة التصدع، وذلك بفعل غياب أي مشروع ترميم لها، أو مبادرة تحسين واقعها أو تطوير مكاتبها.

جولة بسيطة في أرجاء السراي كفيلة باظهار حجم الاهمال الرسمي لها، فهذا المبنى الحكومي الأساسي في عاصمة لبنان الثانية، لم يشهد أي عملية تطويرية منذ إعادة ترميمه بعد حرب عام 1985، وهو بات اليوم بحاجة الى ورشة ترميم شاملة وكاملة، إحتراما لمؤسسات الدولة الموجودة فيه من الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، الى المحكمة الشرعية، الى دوائر الصحة والعمل والزراعة والاقتصاد والنفوس وغيرها، إضافة الى مكتب المحافظ ومركز المحافظة في الطابق الثاني الذي يضم أيضا الوكالة الوطنية للاعلام وهو الطابق الأفضل بين الطوابق الأربعة كونه يخضع الى إهتمام مباشر من المحافظ الذي يستقبل في مكتبه كل الشخصيات الدبلوماسية والرسمية التي تزور طرابلس.

ربما يفاجئ الرئيس الحريري ووزراء حكومته بما سيشاهدونه في السراي، من تراكمات ناتجة عن غياب الاهتمام بكل مرافقها، بدءا بالنظافة، مرورا بالتمديدات الصحية السيئة وتسرب المياه الى الأدراج والى الطابق السفلي، والمصاعد المعطلة، والانارة، وحال الأعلام اللبنانية المرفوعة عليها، والمتاريس الموضوعة على زواياها، وصولا الى الطابقين الثالث والرابع وهما في حالة يرثى لها، ويحتاجان الى نفضة كاملة، حيث يشكو الموظفون في الدوائر المتواجدة فيهما من الرطوبة ومن غياب أي تطوير على صعيد الترميم والتأهيل وتجهيز المكاتب بالأثاث الذي بات في معظمه غير صالح للاستخدام.

يقول بعض المتابعين: إذا كانت الدولة لا تهتم بواجهتها وبمركزها الأساسي في طرابلس، فكيف ستهتم بمشاريع المدينة وكيف ستعمل على رفع المستوى الاجتماعي والمعيشي فيها من خلال الانماء وإيجاد فرص عمل للمواطنين، ويأمل هؤلاء أن ينطلق الانماء من “بيت الدولة” فتخضع السراي لورشة عمل تطويرية كاملة، تكون مقدمة لدخول الدولة الى طرابلس والوفاء بالعهود والوعود التي قطعتها منذ سنوات طويلة ولم ينفذ منها شيئا.

Post Author: SafirAlChamal