الانتخابات الفرعية.. ″الجاجة بدها قمحة والقمحة بالطاحونة″!!… غسان ريفي

لا إنتخابات فرعية في طرابلس وكسروان.. بهذا الانطباع خرج اللبنانيون أمس بعد جلسة مجلس الوزراء، بعدما توافقت كل القوى السياسية ضمنا على إلغائها من دون إعلان رسمي، بانتظار المهلة الدستورية التي إنتهت أو تكاد على مسافة أقل من ثمانية أشهر على الانتخابات العامة في أيار 2018.

كالعادة غطت السلطة ″السماوات بـ القباوات″ فحققت إنجازا بتعيين هيئة الاشراف على الانتخابات، وزفت الخبر الى اللبنانيين في محاولة منها الايحاء بجديتها في تعبيد الطريق أمام إجراء الانتخابات النيابية العامة، لكن اللبنانيون كانوا ينتظرون أن يترافق تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات، بتحديد موعد الانتخابات الفرعية التي هي حق للأرثوذكس والعلويين في طرابلس، والموارنة في كسروان، وحق لجميع الطوائف والمذاهب في الدائرتين.

كالعادة أيضا، جرى ترحيل بند الانتخابات الفرعية الى جلسة مقبلة لمجلس الوزراء على غرار ما حصل في ست جلسات سابقة، واللافت أن وزير الداخلية نهاد المشنوق تحدث قبيل إنعقاد مجلس الوزراء أمس عن طرح بند هيئة الاشراف على الانتخابات من خارج جدول الأعمال، من دون أن يشير الى الانتخابات الفرعية كي لا يقع في الاحراج الذي وقع فيه خلال ستة جلسات خلت لمجلس الوزراء، عندما كان يعلن في كل مرة أنه سيطرح بند الانتخابات لتحديد موعد إجرائها من دون أن يتحقق ذلك.

وعندما سُئل وزير الاعلام ملحم رياشي أمس بعد تلاوته لمقررات مجلس الوزراء بما فيها تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات، عن فرعية طرابلس وكسروان، أشار الى أن وزير الداخلية نهاد المشنوق هو المخول الحديث عن هذا الموضوع، وعندما يُسأل  المشنوق في هذا الموضوع يضعه في عهدة الرئيس سعد الحريري، وعندما يسأل الحريري يضع الأمر عند رئيس الجمهورية ميشال عون.

هو تقاذف واضح للمسؤوليات، حتى على صعيد التيارات السياسية حيث أن نواب وقيادات التيار الوطني الحر يؤكدون أن تيار المستقبل لا يريد إجراء الانتخابات الفرعية بسبب عدم جهوزيته لخوضها في طرابلس خصوصا في ظل التراجع الواضح في شعبيته، فيما يحمل تيار المستقبل مسؤولية عدم إجراء الانتخابات الى التيار الوطني الحر بعدما وجد أن إنتخابات كسروان قد لا تأتي لمصلحته في ظل الصراع السياسي بين قاعدتي التيار والقوات اللبنانية، حتى أن الرئيس نبيه بري دخل على هذا الخط، وأوحى بأن أحدا من المعنيين الأساسيين لا يريد خوض الانتخابات الفرعية، لذلك إقترح في لقاء الأربعاء النيابي، ″إجراء الانتخابات العامة في الشتاء، وهكذا لا يعود هناك أي داع للانتخابات الفرعية″.

في كل الأحوال نجحت السلطة في المماطلة، وفي إشغال اللبنانيين في قضايا شائكة مختلفة، وصولا الى تآكل المهلة الدستورية للانتخابات الفرعية التي باتت في حكم الملغاة بعدما طمسها مجلس الوزراء في جلسته أمس، في وقت ينفض فيه كل تيار سياسي يده من المسؤولية ويضعها في ملعب الآخر، بما يذكر اللبنانيين بأغنية الأطفال الشهيرة: السلم عند النجار.. والنجار بدو مسمار.. والمسمار عند الحداد.. والحداد بدو بيضة.. والبيضة عند الدجاجة.. والدجاجة بدها قمحة.. والقمحة بالطاحونة.. والطاحونة مسكّرة!.

Post Author: SafirAlChamal